بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين
وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلـى يوم الدين اما بعد :
هناك خرافات هي من باب الشؤم المنهي عنه في الشرع المطهَّر ، والتي لا حصر لها ،
فمنهم من يتشاءم بمرئي:
كرؤية البومة أوالقط الأسود ، حتى إنه يوجد أناس إذا أصبح وخرج من بيته ثم قابل شخص لا يحبه أو أعمى أو أعور أو رؤية فقير أو محتاج أو أعرج تشاءم ، وقال : اليوم يوم سوء ، وأغلق دكانه ، ولم يبع ، ولم يشتر .
وهذا من الشرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال : ( لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ، قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ ؟ قَالَ : كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ ). رواه البخاري ومسلم
عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( الطيَرَةُ شِرْك ) رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني
ومنهم من يتشاءم بمسموع :
كسماع صوت البومة والغراب ، وحتى لو كان المرئي أو المسموع آية من كتاب الله تُرى في المصحف ،
أو تُسمع من قارئ ! كآية وعيد أو عقاب سبحان الله يتشائم بسماع كلام الله
ومنهم من يتشاءم بعدد : كالتشاؤم من رقم 13 –
ومنهم من يتشاءم بزمان :
كالتشاؤم من يوم الأربعاء ، أو من شهر شوال إذا أراد الزواج فيه
وقد نقضت عائشة رضي الله عنها هذا التشاؤم ، بأنه صلى الله عليه وسلم عقد عليها في شوال ، وبنى بها في شوال ؛ فكانت تقول: " أيكن كان أحظى عنده مني ؟ - رواه مسلم
ومنهم من يتشاءم بمكان :
كالتشاؤم من مكان حصل فيه جريمة اوحادثة سير....فيقوم برش الملح في هذه الاماكن لدفع الضر
وهذا من الشرك لأن الرسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:
(...واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف...) رواه الترمذي
فكيف بالملح ان يجلب نفعا او يدفع ضرا.
ومثله يقال في خرافة فتح وإغلاق المقص ، والعبور فوق الطفل ، وقص الأظافر ليلاً ، وكنس البيت بالليل ، والامتناع عن الغسيل يوم الاثنين ، وغير ذلك مما لا حصر له من خرافاتهم وأوهامهم التي تخوفهم مما لا يُخاف منه ، وتُبعدهم عن العمل والتفاؤل ، وتنقض توكلهم على ربهم تعالى.
قال ابن القيم - رحمه الله :
التطير هو التشاؤم من الشيء المرئي أو المسموع ،
فإذا استعملها الإنسان فرجع بها من سفره ، وامتنع بها مما عزم عليه : فقد قرع باب الشرك ،
بل ولجه ، وبرئ من التوكل على الله ، وفتح على نفسه باب الخوف ، والتعلق بغير الله ،
والتطير مما يراه ، أو يسمعه ، وذلك قاطع له عن مقام ( إياك نعبد وإياك نستعين )
و ( فاعبده وتوكل عليه ) و ( عليه توكلت وإليه أنيب ) ،
فيصير قلبه متعلقا بغير الله ، عبادة ، وتوكلا ، فيفسد عليه قلبه ، وإيمانه ، وحاله ،
ويبقى هدفاً لسهام الطيرة ، ويساق إليه من كل أوب ،
ويقيض له الشيطان من ذلك ما يفسد عليه دينه ، ودنياه ، وكم هلك بذلك وخسر الدنيا والآخرة.
والطيرة تفضي بصاحبها إلى المعصية ، والشرك ،
فلهذا استحب صلى الله عليه و سلم الفأل ، وأبطل الطيرة. .مفتاح دار السعادة
والإنسان إذا فَتَحَ على نفسه باب التشاؤم : ضاقت عليه الدنيا ، وصار يتخيل كل شيء أنه شؤم.
علاج التشاؤم :
أولا : التوكل على الله .
ثانيا : المضي وعدم التأثر بها ، ولا تظهر على تصرفاتك ،
والثالثة : أن تدعوالله : بأن يعافيك من الطيرة ، ويمدك بإعانته ، ونصره
عن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو رضي الله عنهما قال :
قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( مَن رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ من حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكَ )
قالوا : يا رَسُولَ اللَّهِ ما كَفَّارَةُ ذلك ؟
قال ( أن يَقُولَ أَحَدُهُمْ : اللهم لاَ خَيْرَ إلا خَيْرُكَ وَلاَ طَيْرَ إلا طَيْرُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ ). رواه أحمد وصححه الألباني.
فالمهم : أن التشاؤم ينبغي للإنسان أن لا يطرأ له على بال ؛ لأنه ينكد عليه عيشه ؛
فالواجب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يعجبه الفأل - رواه البخاري ومسلم -
فينبغي للإنسان أن يتفاءل بالخير ، ولا يتشاءم ، يفتح الله عليك .
المراجع:" شرح كتاب التوحيد " و " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين "
هذا والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته