فاعل خير عضو ذهبى
تاريخ التسجيل : 08/01/2010
| موضوع: الاستعارة المكنية والاستعارة التسريحية الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 5:44 am | |
| الأمثلـة: (1) قال تعالى: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظلُّمَاتِ إلَى النُّور }. (2) وقال المتنبي وقد قابله مَمْدُوحُهُ وعانقَه: فَلَمْ أرَ قَبْلِي مَن مَشَى الْبَحْرُ نَحوَهُ = ولا رَجُلاً قامَتْ تُعانِقُهُ الأُسدُ (3) وقال في مدح خط سيف الدولة: أمَا تَرَى ظَفَرًا حُلْواً سِوَى ظَفَرِ = تَصَافحَتْ فيهِ بيضُ الهِنْدِ واللِّمم [1] * * * (1) وقال الحجَّاجُ في إحْدى خُطَبه: أني لأرَى رُؤوُساً قَدْ أيْنَعَتْ وحَانَ قِطافُهـا وإِنّي لَصَاحِبُهَا [2] . (2) وقال المتنبي: ولَمَّا قَلّت الإِبلُ امْتَطَيْنا = إلَى ابن أَبى سُلَيْمَانَ الخُطُوبَا [3] (3) وقال:
الْمَجْدُ عُوفِي إذ عُوفيتَ وَالكرَمُ = إلَى ابن أَبى سُلَيْمَانَ الخُطُوبَا [3] البحث: في كل مثال من الأمثلة السابقة مجاز لُغويٌّ: أي كلمة استُعْملت في غير معناها الحقيقي ، فالمثال الأَول من الأمثلة الثلاثة الأُولى يشتمل عل كلمتي : الظلمات والنور، ولا يُقْصد بالأُولى إلا الضلال، ولا يراد بالثانية إلاَّ الهدى والإيمان، والعلاقة المشابهة والقرينة حالية؛ وبيت المتنبي يحتوي على مجازين هما "البحرُ" الذي يراد به الرجل الكريم لعلاقة المشَابهة، والقرينة "مشى" و "الأُسْد" التي يراد بها الشجعان لعلاقة المشابهة، والقرينة "تعانقه" بالبيت الثالث يحتوى على مجاز هو "تصافحت" الذي يراد منه تلاقت، لعلاقة المشابهة والقرينة "بيض الهند واللمم". وإذا تأملت كل مجاز سبق رأيت أنه تضمَّن تشبيهاً حُذِف منه لفظ المشبَّه، واستعير بدله لَفْظ المشبَّه به ؛ ليقوم مقامه بادعاء أنَّ المشبه به هو عين المشبَّه، وهذا أبعد مدى في البلاغة، وأدخَل في المبالغة، ويسمَّى هذا المجاز استعارة، ولما كان المشبَّه به مصرّحاً به ( موجوداً في الكلام ) في هذا المجاز سمّى استعارة تصريحية. نرْجع إِذاً إلى الأمثلة الثلاثة الأَخيرة؛ ويكفى أن نوضح لك مثالاً منها لتَقيس عليه ما بعده، وهو قول الحجاج في التهديد: "إِنِّي لأَرى رؤوساً قد أيْنَعت" فإن الذي يفهَم منه أَن يشبه الرؤوس بالثمرات، فأَصل الكلام إِني لأرى رؤوساً كالثمرات قد أينعت، ثم حذف المشبّه به فصار إني لأرى رؤوساً قد أينعت، على تخيُّل أن الرؤوس فد تمثلت في صورة ثمار، ورُمز للمشبه به المحذوف بشيء من لوازمه وهو أينعت، ولما كان المشبه به في هذه الاستعارةُ محْتجباً( غير مذكور في الكلام ) سميت استعارة مكنية، ومثل ذلك يقال في "امتطينا الخطوبا" فقد شبه الشاعر (الخطوب )بدابة أو راحلة تُمتطى ، ، ذكر المشبه ( الخطوب )، وكنّى بالمشبه به ( الراحلة ) فالاستعارة مكنية. وفي كلمة "المجد" في البيت الأخير : حيث شبه الشاعر المجد بإنسان يُعافى ذكر المشبه ( المجد ) ، وكنّى بالمشبه به ( الإنسان ) فالاستعارة مكنية. . القـاعدة: (13) الاسْتِعارَةُ مِنَ المجاز اللّغَويَّ، وهيَ تَشْبيهٌ حُذِفَ أحَد طَرفَيْهِ، فَعلاقتها المشابهةُ دائماً، وهي قسمان: (أ) تَصْريحيّة، وهي ما صُرَّحَ فيها بلَفظِ المشبَّه بهِ. (ب) مَكنِيَّة، وهي ما حُذِفَ فيها المشَبَّه بهِ ورُمِزَ لهُ بشيء مِنْ لوازمه. نَمُوذَجٌ (1) قال المتنبي يَصِفُ دخيل رسول الرّوم على سيف الدولة: وأقبل يمشى في الْبساطِ فَما دري إلى البحْر يسْعى أمْ إلى البدر يرْتقي (2) وصف أعرابي أخاً له فقال: كان أخِي يَقْرى العينَ جَمالا والأُذنَ بياناً [4] . (3) وقال تعالى علىلسان زكريا: {رَبِّ إِنِّي وهن العظْمُ مِني واشْتًعل الرَّأْس شَيْباً}. (4) وقال أعرابي في المدن: فُلانٌ يَرمي بِطَرْفِهِ حَيْثُ أَشَارَ الكَرم [5] . الإجـابة : (1) أ ـ شُبِّه سيفُ الدولة بالبحر بجامع [6] العطاء ثم استُعير اللفظُ الدال على المشبّه به وهو البحر للمشبه وهو سيف الدولة، على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة "فأَقبل يمشي في البساط". ب ـ شُبِّه سيف الدولة بالبدر بجامع الرّفعة، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به وهو البدر للمشبه وهو سيف الدولة، على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة "فأََقبل يمشي في البساط". (2) شبِّه إمتاع العين بالجمال و إمتاع الأُذن بالبيان بقرى الضيف، ثم اشتُقَّ من القِرى يَقْرِى بمعنى يُمْتِع عل سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة جمالا وبياناً. (3) شُبِّه الرأس بالوقود ثم حذِف المشبه به، ورُمزَ إليه بشيءٍ من لوازمه وهو "اشتعل" على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة إثبات الاشتعال للرأس. (4) شُبِّه الكرم بإنسان ثم حُذِفَ ورُمزَ إليه بشيء من لوازمه وهو "أَشار" على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة إثبات الإشارة للكرم. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ................
[1] بيض الهند: السيوف، واللمم جمع لمة: وهي الشعر المجاور شحمة الأذن، والمراد بها هنا الرموس. يقول: لا ترى الانتصار لذيذاً إلا بعد معركة تتلاقي فيها السيوف بالرؤوس. [2] أينعت من أينع الثمر إذا أدرك ونضج، وحان قطافها: آن وقت قطعها، يريد أنه يصير بحال القوم من الشقاق والخلاف في بيعة أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، فهو يحذرهم عاقبة ذلك. [3] امتطينا: ركبنا، والخطوب: الأمور الشديدة، يقول: لما عزت الإِبل عليه لفقره حملته الخطوب على قصد هذا الممدوح فكانت له بمنزلة مطية يركبها. [4] القرى: إكرام الضيف وإطعامه. [5] الطرف: البصر. [6] الجامع في الاستعارة هو ما يعبر عنه في التشبيه بوجه الشبه.
| |
|
بسمة أمل عضو ذهبى
تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : في الجنة بإذن الله
| موضوع: رد: الاستعارة المكنية والاستعارة التسريحية الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 11:25 am | |
| marciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii | |
|
saad14 عضو جديد
تاريخ التسجيل : 30/01/2012
| موضوع: رد: الاستعارة المكنية والاستعارة التسريحية الخميس فبراير 16, 2012 8:59 pm | |
| شكراااااااااااااااااااا | |
|