جاسوس عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 24/01/2010 العمر : 28
| موضوع: الشروق تتجول في مقر إقامة ملك ملوك إفريقيا باب العزيزية..هنا أدار القذافي معاركه وأزماته..وهنا انتهى السبت أكتوبر 01, 2011 6:58 am | |
| الشروق تتجول في مقر إقامة ملك ملوك إفريقيا باب العزيزية..هنا أدار القذافي معاركه وأزماته..وهنا انتهى 2011.09.30 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مبعوث "الشروق" إلى ليبيا: ياسين. ب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الثوار يحولون المعسكر إلى متحف شاهد على "الحقبة الخضراء" شاهد عيان يروي للشروق تفاصيل هجوم الثوار على "باب العزيزية" إلى وقت قريب لم يكن يعتقد عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري بالعاصمة طرابلس، يوما في حياته أن المبنى الذي تعرض فيه إلى شتى أنواع وصنوف التعذيب، سيأتي عليه وقت ليكون قائدا لعمليات عسكرية للثوار ليبيين في الهجوم عليه، كما لم يخطر ببال أي شخص ليبي أو أجنبي أن تتاح له فرصة الوقوف على أطلال مراكز للظلمة والطغاة حامت حولها المئات من الأساطير والروايات المرعبة، حقا إنه القدر والتاريخ الذي كان يقول عنه أحد الليبيين وهو يزور المكان "لن يرحم أي أحد تلاعب بشعبه واستعبدهم حتى أصبح الوالد يخشى من وشاية ابنه له لمخابرات عبد الله السنوسي".
الدخول إلى معسكر الأساطير "باب العزيزية" ظلت أخبار معسكر "باب العزيزية" وخباياه تتناقلها وسائل الإعلام خاصة مع بداية أحداث ثورة 17 فيفري ببنغازي، أين سلط الضوء أكثر على هذا المبنى ومدى أهميته للرئيس المخلوع، لذا قررت ترتيب زيارة للموقع مباشرة بعد وصولي مع الموكب الذي رافقني من مدينة "زوارة" بأقصى الغرب إلى وسط ليبيا العاصمة طرابلس. قرر ممثل المجلس الوطني الانتقالي تحويلي إلى فندق "المهاري" الواقع قبالة الساحل وميناء طرابلس في أرقى أحياء المدينة، وأكثرها أمنا نظرا للتواجد المكثف للأفراد الثوار وعناصر المجلس العسكري للطرابلس به، وأجانب من كل الجنسيات. في اليوم التالي حدد لي المكلف بمرافقتي في العاصمة طرابلس أحمد الغرياني، طريقة التوجه عبر شوارع كل من الجمهورية والظهرة ثم سلوك طريق المطار الدولي المدني الذي لا زالت لحد الساعة حركة النقل متوقفة به، لنصل إلى سور كبير يتجاوز ارتفاعه 6 أمتار إضافة إلى مراكز الحراسة التي تتخلل تقريبا كل 300 متر، على امتداد الطريق لمسافة حوالي 8 كلم. كانت الساعة تشير إلى العاشرة قبل الظهر، الجو هادئ جدا بالنسبة للحركة السير، باستثناء تمركز الثوار الشباب بالقرب من المباني الرئيسية للإدارات والمصانع والشركات والبنوك والعيادات الاستشفائية، أخذت سيارة الدفع الرباعي تأخذ أزقة وشوارع قبل التمكن من الوصول إلى البوابة الرئيسة التي لم يكن لأي مواطن ليبي الحق في التوقف أمامها فظلا عن التفكير في التجول في مقر إقامة القذافي. مرحبا بكم في مقر إقامة الطاغية "ملك ملوك إفريقيا" كلمات خطها الثوار بجدران باب العزيزية، كان على المدخل الرئيسي صورة أحد ضحايا التعذيب الذين سقطوا خلال محاولة اغتيال العقيد معمر القذافي بباب العزيزية برمي قنبلة يدوية تنفجر تحت قدميه، إلا أن الأمر فشل بسبب العطل الذي أصاب القنبلة اليديوية، وعلى إثرها شن القذافي وعبد الله سنوسي حملة شرسة ضد الإسلاميين لكون الجماعة الليبية المقاتلة تبنت العملية، صورة من الحجم الكبير للشهيد عبد السلام ضو الحاج خليفة، توسطت نقطة التفتيش بالباب الرئيسي لمقر باب العزيزية. أحسست بشعور غريب وأنا أتقدم مع مرافقي راجلين حيث فضلت ذلك حتى يتسنى لي الإطلاع أكثر وبصورة مقربة عن مبنى الأساطير هذا، لم تكد حيرتي تتوقف من هالة المبنى وآثار الدمار الذي لحق به، حتى دخلت في حيرة أخرى كان سببها الأسلاك الشائكة وكأنك تعايش ظروف الحرب العالمية الثانية أمام "خط ماجينو"، يتدخل أحمد ليخفف من حدة هذه الدهشة ليقول "كل ما تراه هو مجرد حماية لمباني لا تستطيع أن تدخلها إلا بعد المرور عبر خمس ساحات كبيرة وخمسة أبواب رئيسية، قبل أن تصل إلى المباني الكبيرة التي كانت تشغلها المخابرات والأمن الداخلي الليبيين في عهد القذافي. يقول مرافقو "ميز هذه المقرات الرهبة والخشية حتى من ذكر اسمها، نظرا لسمعتها السيئة التي راجت عنها من تعذيب وحشي للمعتقلين خاصة الإسلاميين منهم والسلفيين الجهاديين" وأضاف "عائلات الضحايا الذين لم يظهر عنهم أي خبر بعد دخولهم معسكر باب العزيزية، لا زالوا يتوافدون يوميا إليه للوقوف على مدى بشاعة الرجل الذي استعبد شعبه لمدة 42 سنة". الوقوف على مخبأ القذافي تحت الأرض عند قصف الناتو بقايا السيارات المدنية والعسكرية المدمرة والأشجار ومخلفات القذائف الصاروخية كان المشهد المميز لباب العزيزية، إضافة إلى واجهات المباني وحتى الوثائق المصنفة في خانة أسرار الدولة مبعثرة ومترامية في أغلب جهات المعسكر، حاول أن أجمع عددا منها، إلا أن دوريات للثورة كانت بباب العزيزية منعت مثل هذه الحوادث، خاصة من الأجانب حتى يتم البت في قرار استغلال المباني من عدمه من طرف المجلس الوطني الانتقالي. بعد مرورنا بالبوابات الخمس، توجه أحمد إلى حفرة عميقة بها آثار الإسمنت المسلح منآثار قصف طائرات الناتو وقال "هنا كان يختفي القذافي لأيام طيلة القصف الجوي من طرف قوات الحلف الأطلسي" وأضاف "كما ترى، الحفرة عميقة جدا حوالي 20 مترا، إلا من الإسمنت المسلح والخرسانة الحديدية، ورغم القصف المتواصل، إلا أنها لم تدمر بالكامل". وعن طبيعة مبنى المخبأ، يقول مرافقي "لقد كان في ظاهر الأمر على الأرض وصور الأقمار الصناعية يبدو كموقف لمجموعة سيارات قديمة، إلا أنه في الحقيقة يعد ملجأ للقذافي وقيادات المعسكر المقربين منه"، بدت آثار الخراب كبيرة جد بسبب شدة المتفجرات المستعملة خلال الطلعات الجوية لقوات الناتو. في هذه اللحظات كان داخل المخبأ الأرضي مجموعة من الشباب من مختلف الأعمار منهمكين في جمع مخلفات الأثاث من الخشب وبقايا الحديد، أين يقومون ببيعها لتجار المخلفات الحديدية، كل يعمل بالمعاول لاستخلاص الحديد من الإسمنت المسلح.
"خيمة الرؤساء" و"قصره" معرض مفتوح على الزوار بعد فراغنا من الجولة في مخبأ العقيد الفار، توجهنا عبر بوابة أخرى إلى مبنى مكون من طابقين، لم تبق صفة المبنى فيه إلا هيكل الخرسانة المسلحة، بسبب تحطم كل شيء، حتى الجدران لم يبق منها إلا أثار الرصاص والاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، وصلنا إلى مدخل المبنى ليقول لي ذات المرافق "أما هذا المبنى فمنه كانت القناة الليبية تبث خطابات معمر القذافي، عن طريق أجهزة إرسال عالية التطو، خاصة خطابه الذي عرف بمقولته المشهورة أنا هنا أنا ولم أفر"، ويعلق بعدها "هذا الذي كان يصف الناس بالجرذان أتى عليه القدر وأصبح هو الفار المطارد بحمد الله". على بعد أمتار من هذا البناية، كانت خيمة القذافي الشهيرة، التي جلس فيها أغلب حكام وملوك العرب خلال حضورهم في زيارات إلى ليبيا للاجتماع بالقذافي، تحولت إلى شبه خردة مزقت من كل الأطراف، أضف إلى ذلك عبارات خلد بها الثوار أسماء وذكرى شهدائهم الذين شاركوا في السيطرة على باب العزيزية كالقادمين من مدن مصراته والزاوية والزنتان وبنغازي وجبل نفوسة. كنا ننتقل من جهة إلى أخرى ومن بناية إلى تلك حتى وجدنا أنفسنا نخرج باتجاه طريق فرعي يؤدي إلى بوابة أخرى تم سد الممر إليها بصخور من الحجم الكبير وسيارات محطمة، بدأت أعداد غفيرة من الناس من كل الأعمار رجال وشيوخ ونساء وأطفال يترددون على المباني فضولا منهم وحبا لمعرفة أسرار وحقائق ظلت غائبة عنهم لمدة 42 سنة. بعد مرور أزيد من 5 ساعات كاملة، وقبل وقت العصر، هممنا بالخروج من معسكر العزيزية، إلا أن سيارتنا استوقفتها سيارات تابعة للمجلس العسكري لطرابلس، وبعد تبادل التحية بين أحمد وآمر دورية التفتيش التابعة للمجلس العسكري، تقدموا إلي بأدب، أين عرفتهم بهويتي وطبيعة عملي، فقالوا لي "يوجد شاهد على يوم فتح المعسكر"، شجعتني هذه المعلومات على الصبر أكثر، خاصة وأنني كنت أحس بعياء وتعب كبيرين، عرفوني برجل في العقد الخامس من العمر يدعى ميلود محمد قنان، كان فيما سبق أحد عناصر الجماعة الليبية المقاتلة، أشرس التنظيمات السلفية الجهادية ضد نظام معمر القذافي، يقول عن يوم السيطرة على العزيزية "كان بحق ساحة حرب مفتوحة بن المجاهدين الثوار وبين كتائب القذافي التي أخرجت الدبابات إلى البوابات الرئيسية وعلى الشارع الرئيسي باتجاه المطار، إضافة إلى العملية الميدانية للثوار واقتحامهم المبنى بتكثيف الطلقات النارية والاشتباك مع أزلام النظام البائد، تدعمنا من جهة أخرى بالضربات الجوية للناتو" ويضيف "حقيقة لولا الضربات الجوية الكثيفة من طائرات الحلف الأطلسي لما كان فتح معسكر باب العزيزية بهذه السرعة والنجاح، لأن الكثير منا كان ينتظر أن يسيل حمام الدم بغزارة على عتبات أسوار هذا المعسكر، إلا أن الله سلم وفتحناه والحمد لله منذ أزيد من ثلاث أسابيع قبل نهاية شهر رمضان". | |
|