سما ذكر نوفمبر
نُوفَمْبَرُ سَمَتْ بِنَا ذِكْــرَاهُ * * * فَتَأَلقَ شَعْبُنَا وانْمَحَتْ بَلْوَاهُ
بَلْوَاهُ بِالغَرْبِيِّ (1) كـَانَ سَحَابَةً * * * فَانْجَلَتْ بِنُوفَمْبَرٍ شَكْوَاهُ
ذِكْــرَاهُ فِينَا لَــمْ يَزَلْ يَتَأَلَقُ * * * فَهَلْ عِبْــرَةً لِحَيَاتِنَا لَوْلاَهُ
صَنَعْتَ نُوفَمْبَرُ مَجْدًا تَلِيداً * * * وَوَفَيْتَ حَقًا لِشَعْبٍ رَعَاهُ
وَصُنْتَ دِمَــاءً لِقَــوْمٍ كِــرَامٍ * * * فَقَامَ الكَرِيمُ لِنَصْرٍ بَرَاهُ (2)
فَوَجَّهَ صَـوْبَ العَدُوِّ سِهَاماً * * * فَنـَـالَ العَدُوُّ بِحَـقٍ جَزَاهُ
صَنَعْتَ نُوفَمْبَرُ جِيلَ التَّحَدِي * * * وَعَنْهُ تَكَلَمَ وَحْيُ الإِلَهِ(3)
وَخَطَّ (4) مِـنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ * * * لِلْعَهْدِ صَانُوا فَكَانَ وَفَــاهُ
رِجَالٌ تَنَادَوْ لِتَحْرِيرِ شَعْبٍ * * * فَكَانَ الجَمِيعُ سِوَاراً حِمَاهُ
نُوفَمْبَرُ نَــادَى عَلَيْهِمْ جَمِيـعاً * * * فَلَبَـوْا بِكُلِّ انْدِفَاعٍ نِدَاهُ
وَقَالُوا أَتَيْنَا لِنِعْمَ المُنَادِي * * * فَقَــالَ مُبَــاهٍ أَنْتُمْ مُنَــــــاهُ(5)
سَأَلْتُ الجَزَائِرُ(6)عَنْ مُبْتَغَاهُ * * * فَقَالَ نُوفَمْبَرُ أَعْلَى سَمَاهُ
بِصِــدْقٍ حَيَاتِي سَرَابٌ بِِقِيعٍ(7) * * * فَلَــوْلاَ النُوفَمْبَرُ أَوَّاهُ آهُ
وَلَوْلاَ تَحَدِي رِجَــالٍ شِدَادٍ * * * مَا كَـانَ لِلْمَجْدِ يَوْماً أَرَاهُ
سَمَوْتُ سَمَاءَ الوُجُودِ أُبَاهِي * * * وَأَفْخَرُ بِالشَّهْرِ دُونَ سِوَاهُ
وبِالشَّهْر مِنْهُ اسْتَقَيْنَا دُرُوساً * * * وَمِنْ ذِكْرِهِ خَطَوْنَا خُطَاهُ
فَصَارَتْ لَدَيْنَا مَنَارَاتُ هَدْيٍ * * * نَخُوضُ الغِمَارَ بِكُلِّ اتِجَاهِ
نُحَاذِي النُّجُومَ إذَا مَا انْتَصَرْنَا * * * وَنَأْبَى سُكُوتًا لِنَرْضَى سِوَاهُ
فَوَفِقْ لِخَيْرٍ يَا رَبُّ جِيلاً * * * طَمُوحاً مُرِيداً فَحَقِقْ رَجَاهُ
منقول
---------------------------
[1] - الغربي : المستعمر الفرنسي .
[2] - براه : صنعه .
[3] - وحي الإله : القرآن الكريم .
[4] - خط : كتب .
[5] - مناه : أمنيته وطموحه .
[6] - الجزائرٌ : بالرفع أقصد به الأرض والوطن .
[7] - سراب بقيع : خيال خادع .