فاعل خير عضو ذهبى
تاريخ التسجيل : 08/01/2010
| موضوع: الخـنســـــــاء رضى الله عنها الخميس ديسمبر 29, 2011 6:52 pm | |
| الخـنســـــــاء رضى الله عنها ـ مقدمة: هي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية ولقبها الخنساء، وسبب تلقيبها بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. ـ حالها في الجاهلية عرفت الخنساء بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ، ثم تزوجت بعده من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد. وأكثر ما اشتهرت به الخنساء فى الجاهلية هو شعرها وخاصة رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية الذين ما فتأت تبكيهما حتى خلافة عمر ومما يذكر فى ذلك ما كان بين الخنساء وهند بنت عتبة قبل إسلامها , نذكره لنعرف إلى أى درجة اشتهرت الخنساء بين العرب فى الجاهلية بسبب رثائها أخويها. عندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ، وأخي صخر ومعاوية . فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول: أبكي عميد الأبطحين كليهما ومانعها من كل باغ يريدها أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدها أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها فقالت الخنساء: أبكي أبي عمراً بعين غزيـرة قليل إذا نام الخلـي هجودها وصنوي لا أنسى معاوية الذي له من سراة الحرتيـن وفودها و صخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها فذلك يا هند الرزية فاعلمي ونيران حرب حين شب وقودها إسلامها قال ابن عبد البر في الاستيعاب "قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم" وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها . أهم ملامح شخصيتها 1- قوة الشخصية عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، و القصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها. 2-الخنساء شاعرة يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال. أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها: قذى بعينيك أم بالعين عوار . . ذرفت إذ خلت من أهلها الدار وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها إن الزمان ومـا يفنى له عجـب . . أبقى لنا ذنبا واستؤصل الــرأس 3 -البلاغة وحسن المنطق والبيان في يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد. 4- الشجاعة والتضحية. ويتضح ذلك في موقفها يوم القادسية واستشهاد أولادها . فقالت الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم . ولها موقف مع الرسول( صلي الله عليه وسلم ) فقد كان يستنشدها فيعجبه شعرها وكانت تنشده وهو يقول : " هيه يا خناس " . أو يومي بيده أثر الرسول فى تربيتها تلك المرأة العربية التي سميت بالخنساء، واسمها تماضر بنت عمرو، ونسبها ينتهي إلى مضر.مرت بحالتين متشابهتين لكن تصرفها تجاه كل حالة كان مختلفا مع سابقتها أشد الاختلاف, متنافرا أكبر التنافر, أولاهما في الجاهلية, وثانيهما في الإسلام. وإن الذي لا يعرف السبب يستغرب من تصرف هذه المرأة. - أما الحالة الأولى فقد كانت في الجاهلية يوم سمعت نبأ مقتل أخيها صخر, فوقع الخبر على قلبها كالصاعقة في الهشيم, فلبت النار به, وتوقدت جمرات قلبها حزنا عليه, ونطق لسانها بمرثيات له بلغت عشرات القصائد, وكان مما قالته: قَـذىً بِـعَينِكِ أَم بِـالعَينِ عُوّارُ أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ كَـأَنَّ عَـيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت فَـيضٌ يَـسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت وَدونَـهُ مِـن جَديدِ التُربِ أَستارُ تَـبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت لَـها عَـلَيهِ رَنـينٌ وَهـيَ مِفتارُ تَـبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها إِذ رابَـها الـدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ لا بُـدَّ مِـن مـيتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ وَالـدَهرُ فـي صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ قَـد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ نِـعمَ الـمُعَمَّمُ لِـلداعينَ نَـصّارُ صُـلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ يـا صَـخرُ وَرّادَ مـاءٍ قَد تَناذَرَهُ أَهـلُ الـمَوارِدِ مـا في وِردِهِ عارُ مَـشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ لَـهُ سِـلاحانِ أَنـيابٌ وَأَظـفارُ وَمـا عَـجولٌ عَـلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ لَـها حَـنينانِ إِعـلانٌ وَإِسـرارُ تَـرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت فَـإِنَّـما هِـيَ إِقـبالٌ وَإِدبـارُ لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعت فَـإِنَّما هِـيَ تَـحنانٌ وَتَـسجارُ يَـوماً بِـأَوجَدَ مِـنّي يَومَ فارَقَني صَـخرٌ وَلِـلدَهرِ إِحـلاءٌ وَإِمرارُ وَإِنَّ صَـخـراً لَـوالِينا وَسَـيِّدُنا وَإِنَّ صَـخراً إِذا نَـشتو لَـنَحّارُ وَإِنَّ صَـخراً لَـمِقدامٌ إِذا رَكِبوا وَإِنَّ صَـخراً إِذا جـاعوا لَـعَقّارُ وَإِنَّ صَـخراً لَـتَأتَمَّ الـهُداةُ بِـهِ كَـأَنَّـهُ عَـلَمٌ فـي رَأسِـهِ نـارُ جَـلدٌ جَـميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ وَلِـلحُروبِ غَـداةَ الرَوعِ مِسعارُ حَـمّـالُ أَلـوِيَةٍ هَـبّاطُ أَودِيَـةٍ شَـهّادُ أَنـدِيَةٍ لِـلجَيشِ جَـرّارُ نَـحّارُ راغِـيَةٍ مِـلجاءُ طـاغِيَةٍ فَـكّـاكُ عـانِيَةٍ لِـلعَظمِ جَـبّارُ فَـقُلتُ لَـمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ مُـعاتِبٌ وَحـدَهُ يُـسدي وَنَيّارُ لَـقَد نَـعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ كـانَت تُـرَجَّمُ عَـنهُ قَبلُ أَخبارُ فَـبِتُّ سـاهِرَةً لِـلنَجمِ أَرقُـبُهُ حَـتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ لَـم تَـرَهُ جـارَةٌ يَمشي بِساحَتِها لِـريبَةٍ حـينَ يُـخلي بَـيتَهُ الجارُ وَلا تَـراهُ وَمـا فـي البَيتِ يَأكُلُهُ لَـكِنَّهُ بـارِزٌ بِـالصَحنِ مِـهمارُ وَمُـطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم وَفـي الـجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ فَـقَد أُصـيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ مِـثلَ الـرُدَينِيِّ لَـم تَنفَذ شَبيبَتُهُ كَـأَنَّهُ تَـحتَ طَـيِّ البُردِ أُسوارُ جَـهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ آبـاؤُهُ مِـن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ مُـوَرَّثُ الـمَجدِ مَـيمونٌ نَـقيبَتُهُ ضَـخمُ الـدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ فَـرعٌ لِـفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ جَـلدُ الـمَريرَةِ عِـندَ الجَمعِ فَخّارُ فـي جَـوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ فـي رَمـسِهِ مُـقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ طَـلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ ضَـخمُ الـدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ لَـيَـبكِهِ مُـقتِرٌ أَفـنى حَـريبَتَهُ دَهـرٌ وَحـالَفَهُ بُـؤسٌ وَإِقـتارُ وَرِفـقَةٌ حـارَ حـاديهِم بِمُهلِكَةٍ كَـأَنَّ ظُـلمَتَها فـي الطِخيَةِ القارُ أَلا يَـمنَعُ الـقَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ وَلا يُـجـاوِزُهُ بِـالـلَيلِ مُـرّارُ ومما فعلته حزنا على أخويها "صخر ومعاوية" ما روي عن عمر أنه شاهدها تطوف حول البيت وهي محلوقة الرأس, تلطم خديها, و قد علقت نعل صخر في خمارها. - أما الحالة الثانية التي مرت بها هذه المرأة والتي هي بعيدة كل البعد عن الحالة الأولى: فيوم نادى المنادي أن هبي جيوش الإسلام للدفاع عن الدين والعقيدة ونشر الإسلام، فجمعت أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد في سبيل الله، لكن الغريب في الأمر يوم بلغها نبأ استشهادهم, فما نطق لسانها برثائهم وهم فلذات أكبادها, و لا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب, وإنما قالت برباطة جأش وعزيمة وثقة: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم, وإني أسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته". ومن لا يعرف السبب الذي حول هذه المرأة من حال إلى حال يظل مستغربا, ويبقى في حيرة من أمره فهذه المرأة تسلل إلى قلبها أمر غــير حياتها , وقلب أفكارها, ورأب صدع قلبها, إنها باختصار دخلت في الإسلام, نعم دخلت في الإسلام الذي أعطى مفاهيم جديدة لكل شيء, مفاهيم جديدة عن الموت والحياة والصبر والخلود. فانتقلت من حال الـيـأس والقــنـوط إلى حـال الـتـفـاؤل والأمـل، و انتقلت من حال القـلـق والاضـطـراب إلى حال الطـمأنـيـنة والاســتقرار، وانتقلت من حالة الشرود والضياع إلى حالة الوضوح في الأهداف, و توجيه الجهود إلى مرضاة رب العالمين. نعم هذا هو الإسلام الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال, ويرقى به إلى مصاف الكمال, فيتخلى عن كل الرذائل, ويتحلى بكل الشمائل, ليقف ثابتا في وجه الزمن, ويتخطى آلام المحن, وليحقق الخلافة الحقيقية التي أرادها الله للإنسان خليفة على وجه الأرض. من مواقفها مع الصحابة لها موقف يدل علي وفائها ونبلها مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلم تزل الخنساء تبكي على أخويها صخرا ومعاوية حتى أدركت الإسلام فأقبل بها بنو عمها إلى عمر بن الخطاب( رضي الله عنه) وهي عجوز كبيرة فقالوا : يا أمير المؤمنين هذه الخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجونا أن تنتهي . فقال لها عمر : اتقي الله وأيقني بالموت فقالت : أنا أبكي أبي وخيري مضر : صخراً ومعاوية . وإني لموقنة بالموت فقال عمر : أتبكين عليهم وقد صاروا جمرة في النار ؟ فقالت : ذاك أشد لبكائي عليهم ؛ فكأن عمر رق لها فقال : خلوا عجوزكم لا أبا لكم فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي. من كلماتها كانت لها موعظة لأولادها قبيل معركة القادسية قالت فيها: "يا بني إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم . وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين . واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله عز وجل : " يا أيها الذي أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " . فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين . وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارا على أرواقها فتيمموا و طيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم و الكرامة في دار الخلد والمقامة ". فلما وصل إليها نبأ استشهادهم جميعاً قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. وفاتها: توفيت بالبادية في أول خلافة عثمان رضي الله عنه سنة 24هـ. | |
|
بسمة أمل عضو ذهبى
تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : في الجنة بإذن الله
| موضوع: رد: الخـنســـــــاء رضى الله عنها الجمعة ديسمبر 30, 2011 1:32 pm | |
| | |
|