كيف نكسر حواجز التخلف التربوي؟!
في ستينيات القرن الماضي، ومع بدايات التطور الحقيقي للتعليم نشأت مراكز تدريب ودورات صيفية في الطائف أعطت نتائج في زمنها كبيرة، حيث شهدنا نشاطات على مستويات المعلمين والطلبة، وقد رأينا كيف تطورت قدرات المتدربين لنشهد رسامين على مستويات محلية ثم عالمية، ومدرسين وكشافة، صقلتهم تلك الدورات ليصبحوا مديرين عامين، أو إكمال تعليمهم ليدخلوا ميادين التعليم الأكاديمي في الجامعات ورؤساء لجان في الكشافة العالمية، وحتى الرياضة برز فيها لاعبون على مستويات كبيرة، وفي المجال الثقافي شهدنا ولادة صحف مدرسية ونشوء مسرح طلابي على درجة جيدة، وكان المحظوظ من يُرشح لتلك الدورات التي غالباً ما تصاحبها شهادات تؤهل المنخرطين بها إلى الترقيات لمراتب أعلى إلى جانب امتيازات اجتماعية ومادية عديدة..
على إثر هذا النجاح نشأت مراكز الدراسات التكميلية التي كانت بدايات أكثر جدية لتدريب المعلمين لتتطور إلى معاهد ثم كليات غطت معظم مدن المملكة، وشكلت رافداً أساسياً في سد احتياجات التعليم من المدرسين في مختلف التخصصات..
هذا الأسبوع شهدنا اعتماد خادم الحرمين الشريفين مبلغ تسعة مليارات ريال لإحداث تغييرات جوهرية في رفع مستويات الطالب والمعلم وخلق بيئة تربوية صحية تبدأ رحلة المستقبل، وهنا لا بد أن تكون الخطط ليس فقط ربط العجلة التعليمية بذات المناهج التي أصبحت حشواً كبيراً حتى إن كتاب طالب الابتدائية يحتاج إلى مساعد للطفل لنقل حقيبته، ثم إن تخلف مستويات المعلمين أدى إلى ركود عام بحيث أصبح عدد الصف الواحد يزيد على أربعين طالباً. وصار همّ المعلم التخلص من عبء ساعات العمل بإغراق الطالب بشكليات تربوية لا تنتمي لعصر التقنيات المتسارعة، وباعتماد هذا المبلغ وقبله الأرقام الفلكية في ميزانية وزارة التربية والتعليم بجناحيها الذكوري، والنسائي، يسقط أي عذر قديم بأن كل أسباب التخلف ترجع إلى قلة الاعتمادات المالية..
فالتدريب يجب أن يطال كل العاملين في حقول التعليم، لأننا في مرحلة يجب أن ندرك أن أي نهضة تربوية تزيد بالحوافز، وتشكل حصانة ذاتية من جعل الطالب عرضة لأن يكون وعاء تلقين قد يذهب به إلى الانحراف أو التعبئة العامة لمشروعات الإرهابيين.. وأي شكل يعتمد الثقة بين المعلم والطالب، وينسى فيها الأول صفات الأب، أو رجل (البوليس) يستطيع أن يلغي حواجز القيود التي خلقت تراكمات هائلة من تباعد الطالب عن المعلم، وبالتالي إذا كانت الأهداف تلتقي مع الغايات فإننا نأمل أن لا تكون تلك التعليمات والخطط مجرد صوت ضائع في متاهة الصحراء