تم، أمس، تشييع جنازة الطفل عوير عبد الرؤوف
الذي قتل أول أمس بسطيف بعد تعرضه للذبح بوحشية من
طرف شخص مجهول، مازال لحد كتابة هذه الأسطر محل بحث
من طرف رجال الأمن. الجنازة صنعت الحدث ببلدية
الحامة جنوب سطيف، التي بلغتها "الشروق" بصعوبة نظرا لصعوبة التضاريس
وبعدها عن عاصمة الولاية. وفور وصولنا كان صراخ مفزع ينبعث من البيت، خاصة
من أم عبد الرؤوف التي كانت في حالة يرثى لها، ورغم ذلك تمكنت من الحديث
معنا، فظلت تردد عبارة "حسبي الله ونعم الوكيل"، وراحت تحدثنا عن عبد
الرؤوف البالغ من العمر 5 سنوات، حيث تقول إنه تلميذ بالقسم التحضيري، وكان
متميزا بذكاء خارق، وهو الابن الثالث للأسرة المكونة من بنتين وولدين، مع
العلم أن والدته فقدت عدة أبناء فارقوا الحياة بعد ميلادهم مباشرة. وعبد
الرؤوف يعد الطفل الأول الذي انتظرته العائلة طويلا. وبالعودة إلى الحادثة
تقول الأم إنها تنقلت مع زوجها إلى سطيف لعرض عبد الرؤوف على الطبيب،
"وبعدها توجهنا إلى حي بيرقاي حيث ركن زوجي السيارة، وذهب إلى سوق
لاندريولي لشراء بعض اللوازم". وبينما كانت الأم بانتظار زوجها داخل
السيارة رفقة عبد الرؤوف، "اقترب منا شخص لم يسبق لي أن رأيته، فبدأ
بمداعبة ابني وفجأة حمله وركض به، فطاردته وأنا أصرخ من دون أن يتدخل أحد،
وفجأة استل خنجرا ولم يتردد في ذبح ابني أمام عيني.. ولم أستوعب ماذا يحدث
من حولي فظننت بأنني أعيش كابوسا وددت لو استيقظت منه".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وحينها
فقدت الأم التركيز وتضيف في رسدها لما عاشته في تلك اللحظات "قيل لي إنني
بقيت أصرخ وأنا أحضن ابني وسط بركة من الدماء". وحسب الشهود فإن المتهم
توجه ناحية سيارة كانت في انتظاره فركبها ولاذ بالفرار. من خلال رواية الأم
بدا أن العملية مدبرة ولها خلفيات، لكن الوالد، وهو تاجر جملة في المواد
الغذائية، يستبعد هذه الفرضية، لأنه شخص طيب ليس له أعداء، ومعروف
بأخلاقه الحميدة وسط المنطقة ووسط التجار ولا يمكنه أن يتصور من يكون هذا
الشخص الذي أقدم على ذبح ابنه.
ومن جهتها تواصل مصالح الأمن التحري
لمعرفة الجاني الذي اختفى عن الأنظار، في ظل عجز الشهود عن تقديم معلومات
مفيدة لرجال الشرطة، وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، لازالت القضية مقيدة ضد
مجهول، علما أن الأم لم تتمكن من التعرف على المتهم، في حين لا يستبعد أن
يكون المتهم م