أبو حامد الغزالي
** قال: أوحى الله تعالى إلى داود : يا داود، مَن صَدَقَنِي في سريرته صَدَقْتُهُ عند المخلوقين في علانيته[1].
** وقال: ومعنى الوفاء الثبات على الحبِّ، وإدامته إلى الموت معه، وبعد الموت مع أولاده وأصدقائه[2].
** وقال: الزهد ترك ما سوى الله[3].
** وقال: الزهد عبارة عن الرغبة عن حظوظ النفس كلها إلى ما هو خير منها، علمًا بأن المتروك حقير بالإضافة إلى المأخوذ[4].
يحيى بن معاذ
** قال: صبر المحبِّين أشدُّ من صبر الزاهدين، واعجبًا! كيف يصبرون؟ وأنشدوا:
الصبر يُحْمَدُ في المواطن كلها *** إلاَّ عليك فإنه لا يُحْمَدُ[5]
** وقال: الزهد ثلاثة أشياء: القلَّة، والخلوة، والجوع[6].
محمد بن الفضل
** سُئل محمد بن الفضل عن الزهد، فقال: النظر إلى الدنيا بعين النقص، والإعراض عنها تعزُّزًا، وتظرفًا، وتشرفًا[7].
الجنيد
** سُئل الجُنَيْدِ عن الصبر، فقال: هو تجرُّع المرارة من غير تعبيس[8].
** وسُئِل أيضًا عن الحياء، فقال: رؤية الآلاء ورؤية التقصير، فيتولَّد من بينهما حالة تُسَمَّى الحياء.
** وسأل رويمُ بن أحمد الجنيدَ عن الزهد، فقال: هو استصغار الدنيا، ومحو آثارها من القلب.
** وسئل الجنيد عن الزهد، فقال: خلوُّ اليد من المِلْكِ، والقلب من التَّتَبُّع.
** وسئل أيضًا عن التواضع، فقال: خفض الجناح للخلق، ولين الجانب لهم.
السَّرِيُّ
** قال: إنَّ الحياء والأُنْسَ يطرقان القلب؛ فإن وَجَدَا فيه الزهد والورع حطَّا، وإلاَّ رَحَلاَ[9].
بشر بن الحارث
** قال: مَن عامل الله بالصدق، استوحش من الناس[10].
أبو سليمان الداراني
** قال: اجعل الصدق مطيتَك، والحقَّ سيفَك، واللهَ تعالى غايةَ طلبك[11].
الفضيل بن عياض
** سُئل الفُضَيل بن عياض عن الصبر، فقال: هو الرضا بقضاء الله. قيل: وكيف ذلك؟ قال: الراضي لا يتمنَّى فوق منزلته[12].
** وقال: الزهد في الدنيا هو القناعة. وهذا إشارة إلى المال خاصَّة[13].
** وسُئل عن التواضع ما هو؟ فقال: أن تخضع للحقِّ وتنقاد له، ولو سمعته من صبيٍّ قَبِلْتَهُ، ولو سمعته من أجهل الناس قَبِلْتَهُ[14].
منصور بن عمار
** قال: أحسن لباس العبد التواضع والانكسار، وأحسن لباس العارفين التقوى[15].
أبو بكر الورّاق
** قال: احفظ الصدق فيما بينك وبين الله تعالى، والرفق فيما بينك وبين الخلق[16].
ذو النون المصري
** قال: الصبر التباعد عن المخالفات، والسكونُ عند تجرُّع قصص البليَّة، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة[17].
** وقال: الصبر هو الاستعانة بالله تعالى[18].
الخواص
** قال عن الصبر: هو الثبات على أحكام الكتاب والسُّنَّة[19].
مالك بن دينار
** قال: المؤمن كريم في كل حالة، لا يحبُّ أنْ يُؤْذِيَ جاره، ولا يفتقر أحدٌ من أقربائه[20].
معروف الكرخي
** سُئل عن حقيقة الوفاء، فقال: إفاقة السرِّ عن رقدة الغفلات، وفراغ الهمِّ عن فضول الآفات[21].
قاسم الجوعي
** قال: أفضل العبادة مكابدة الليل، وأفضل طريق للجنة سلامة الصدر[22].
** وسُئل عن الزهد، فقال: اعلم أن البطن دنيا العبد، فبقدر ما يملك من بطنه يملك من الزهد، وبقدر ما يملكه بطنه تملكه الدنيا[23].
[1] أبو حامد الغزالي: إحياء علوم الدين 14/2726.
[2] المصدر السابق 5/975.
[3] السابق نفسه 13/2457.
[4] ابن شرف النووي: بستان العارفين ص42.
[5] البيت من الكامل، لمحمد بن عبيد الله العتبي في رثاء ولده. انظر: الصفدي: الوافي بالوفيات 1/451.
[6] القشيري: الرسالة القشيرية ص15.
[7] المصدر السابق ص20.
[8] التعبيس: تقطيب ما بين العينين. انظر: ابن منظور: اللسان، مادة عبس 6/128.
[9] القشيري: الرسالة القشيرية ص98.
[10] ابن الجوزى: التبصرة 2/272، والغزالي: إحياء علوم الدين 3/474، وأبو نعيم الأصبهاني: حلية الأولياء 4/20.
[11] الغزالي: إحياء علوم الدين 3/474.
[12] المصدر السابق 3/174.
[13] السابق نفسه 3/322.
[14] الغزالي: إحياء علوم الدين 3/28، والقشيري: الرسالة القشيرية 1/69، وأبو نعيم الأصبهاني: حلية الأولياء 3/392.
[15] القشيري: الرسالة القشيرية، باب الجنيد بن محمد 1/17.
[16] الغزالي: إحياء علوم الدين 14/2727.
[17] القشيري: الرسالة القشيرية ص84، وابن قيم الجوزية: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ص1.
[18] القشيري: السابق ص85.
[19] المصدر السابق، الصفحة نفسها.
[20] ابن أبي الدنيا: مكارم الأخلاق ص60.
[21] أبو نعيم الأصبهاني: حلية الأولياء 4/30.
[22] ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/472، وابن شرف النووي: بستان العارفين 1/10.
[23] الغزالي: إحياء علوم الدين 8/1510.