توفي في مستشفى عين النعجة
الجزائر تودع رجل الانفتاح
الأحد 07
أكتوبر 2012 elkhabar
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الرئيس الشاذلي بن جديد كان مصابا
بسرطان الجلد
توفي، عصر أمس، ثالث رئيس للجمهورية
الجزائرية، في مستشفى عين النعجة
العسكري بالجزائر العاصمة، بعد أربعة أيام من الغيبوبة، من مضاعفات مرض سرطان الجلد، وذلك عن عمر يناهز 83 سنة. ولد الراحل الشاذلي بن جديد في الفاتح جويلية 1929 بقرية السباع ببلدية
بوثلجة التابعة لولاية الطارف، وانخرط سنة 1954 في جبهة التحرير الوطني قبل أن
يلتحق، سنة بعد ذلك، بجيش التحرير الوطني بالولاية الثانية (منطقة قسنطينة). تم
تعيينه في جانفي 1979 أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني بعد المؤتمر الـ4 ثم مرشحا
للانتخابات الرئاسية، ليتم انتخابه رئيسا للجمهورية في الـ7 فيفري 1979 مع توليه
منصب وزير الدفاع الوطني.
وكانت عائلة الرئيس الراحل قد نقلته، يوم الأربعاء الماضي، في حالة
صحية متردية جدا، إلى المستشفى العسكري بعين النعجة بالجزائر العاصمة، وتم إدخاله
مباشرة إلى مصلحة الإنعاش، التي بقي فيها تحت الرعاية الطبية المكثفة وهو في حالة
غيبوبة لم يستفق منها ليفارق الحياة عصر أمس.
ولقد قرر الرئيس الراحل منذ أربعة أسابيع العودة إلى الوطن. حيث ذكرت
مصادر مؤكدة أنه طلب من عائلته توقيف علاجه في مستشفى ''فال دو غراس'' العسكري في
باريس، الذي كان سيستغرق شهرين، وأمرهم بإعادته إلى الجزائر، وهذا بعد أن أخطره
الأطباء المعالجون بنوعية دائه. وأضافت ذات المصادر أن الشاذلي بن جديد قرر أيضا
توقيف العلاج المضاد للسرطان قبل خمسة أسابيع، وهو ما وضع عائلته في حالة استنفار
كبير. ولم يقدر أي منهم أن يقنعه بالعدول عن هذا القرار، خاصة بعد أن تأكد أطباء
مستشفى فال دو غراس الباريسي أنه أصيب بسرطان الجلد. وكان الرئيس الأسبق للجمهورية
قد نقل في ديسمبر 2011 إلى مستشفى فال دو غراس، بصفة استعجالية، بعد أن أصيب بوعكة
صحية. وهناك شخّص الأطباء الذين عالجوه إصابته في الكلى وأخضعوه لعملية جراحية.
وبقي في ذات المستشفى في فترة نقاهة. إلا أن حالته الصحية لم تتحسن، وتكرر تردده
على هذا المستشفى، بعد أن ''برزت شكوك حول خطأ في التشخيص''، حيث تم نقله مجددا في
23 من شهر ماي 2012 بشكل مستعجل إلى ذات المستشفى، الذي بقي فيه إلى غاية أن قرر
الخروج والعودة إلى الجزائر في شهر سبتمبر الماضي.
وكان أفراد عائلته يترددون عليه في العاصمة الفرنسية، حيث خصه الرئيس
عبد العزيز بوتفليقة بتكفل الدولة لعلاجه. ولقد تكتمت عائلة الرئيس الراحل على
وضعه الصحي، كما لم تنشر الجهات الرسمية أي بيان بخصوص حالته، رغم أنه شاع منذ يوم
الأربعاء الماضي أنه فارق الحياة.
ومعروف أن الرئيس الراحل كان يتمتع بصحة جيدة طيلة فترة حكمه منذ سنة
1979 إلى سنة ,1992 وكان يمارس عدة رياضات، منها الصيد البري وكذا الغطس في البحر.
وكان كثير التردد على مدينة وهران، لقضاء عطله ولقاء أصدقائه.
وهران: ل. بوربيع
عرف بطيبته خلال الثورة وانضباطه بعد الاستقلال
أزهد العسكريين في السلطة ومحبوب خلال الثورة
أول بروز للشاذلي بن جديد على مسرح التاريخ كان في ,1956 عندما
أسس عمارة العسكري (بوقلاز) ''القاعدة الشرقية'' في نهاية ,1956 بتزكية من القيادة
الجديدة للثورة التي أفرزها مؤتمر الصومام في أوت ,1956 رغم معارضة الولاية
الثانية (الشمال القسنطيني) التي اقتطعت ''القاعدة الشرقية'' من رحمها.
وعرف عن الشاب الشاذلي بن جديد طيبته وانضباطه، وكان محبوبا بين
المجاهدين، غير أنه لم تظهر عليه طموحات قيادية، أو ميولات للزعامة في ''القاعدة
الشرقية'' التي كانت تضم كلا من سوق أهراس والقالة الواقعة على الحدود الشرقية مع
تونس. وعين الشاذلي بن جديد كملازم في الفيلق الأول بالمنطقة الأولى للقاعدة
الشرقية (القالة حاليا) تحت قيادة النقيب شويشي العيساني، وبعد حل ''القاعدة
الشرقية'' في نهاية 1958 إثـر ''انقلاب العقداء''، أصبح الشاذلي ضمن قيادة المنطقة
الشمالية (التي كان يقودها الرائد عبد الرحمان بن سالم) التابعة لقيادة الأركان
العامة التي كان على رأسها العقيد هواري بومدين، الذي بدأ بتشكيل جيش قوي لقب ''بجيش
الحدود''.
في أزمة صائفة 1962 وقبيل الاستقلال، أرسل العقيد بومدين الشاذلي بن
جديد مع مجموعة من الضباط إلى الولاية الثانية (الشمال القسنطيني) لإقناع قيادتها
بالانضمام إلى تحالف بومدين - بن بلة ضد الحكومة المؤقتة، إلا أن العقيد صالح
بوبنيدر قام باعتقاله وتقييده، وبقيت آثار القيد على معصمه إلى غاية وفاته، وقال
له المجاهد مهدي شريف قبل سنوات قليلة من وفاته إنه ''أول أسير جزائري بعد
الاستقلال''.
تولى الشاذلي بن جديد قيادة الناحية العسكرية الخامسة ''قسنطينة'' بعد
تحوير الولايات التاريخية إلى نواح عسكرية، وأوكلت له مهمة توقيف العقيد محمد
شعباني في 1964 بأمر من الرئيس بن بلة ونائب العقيد هواري بومدين، كما كان ضمن
هيئة المحكمة العسكرية التي حكمت بإعدام شعباني. وشارك الشاذلي بن جديد في
الانقلاب على الرئيس بن بلة في 19 جوان 1965 باعتباره قائدا للناحية العسكرية الثانية
وهران، وعين عضوا في مجلس الثورة الذي تولى قيادة البلاد، كما أرسل فيلقين من قوات
الناحية العسكرية الثانية لنجدة بومدين، عندما تحركت فيالق العقيد زبيري، قائد
الأركان، نحو البليدة خلال أزمته مع بومدين في ديسمبر .1967
الجزائر: مصطفى دالع
كان الشاذلي ''رئيسا عاديا''
أكيد أن حنيني لفترة حكم الشاذلي مرتبط بذكريات الطفولة
والمراهقة، لكن ليس هذا كل شيء. الشاذلي كان رئيسا ''عاديا''، وهي الصفة التي بنى
عليها الرئيس الفرنسي الحالي كل حملته الانتخابية لإظهار تميزه عن ساركوزي.
ولقد أضرت هذه البساطة كثيرا بصورة الشاذلي الرئيس أمام شعبه، تماما
مثلما كان فرانسوا هولاند رجلا مائعا لا يرقى لتمثيل صورة فرنسا العظمى... ولأن
فرنسا هي بلد الإبداع السياسي، فقد استطاع هولاند وفريقه الانتخابي أن يحولوا صورة
''الرجل المائع'' إلى صورة ''الرجل العادي'' المناقضة لصورة الرجل المغرور بنفسه،
المترجل والمتسلط... التي كان يظهر بها الرئيس المنتهية عهدته.
قد يكون صعود الرئيس العادي في فرنسا بداية لعودة الحكم في مختلف نقاط
العالم للناس العاديين الذين يسبقون القيم الإنسانية على كل القيم الأخرى، ومن ثمة
يعود الحد الأدنى من التوازن إلى العلاقات ما بين الشعوب وما بين أبناء الشعب
الواحد. والجزائر بشكل خاص، تعبت أكثـر من غيرها من حكم رجال لا يتصورون استمرار
الحياة بعدهم. رجال يتسترون وراء الخصوصية الجزائرية، ومشكلتهم في الحقيقة أنهم
يفتقدون البساطة التي تجعلهم يتصرفون بحكمة وتسمح لهم بإيجاد الحلول المناسبة، وكم
هي متوفرة وسهلة لو كان هؤلاء الحكام رجالا عاديين لا يمنحون أنفسهم سلطة أكثـر من
تلك التي تمنحها لهم الطبيعة البشرية.
الشاذلي ببساطته لم يتأخر في الشروع في تنفيذ وعوده في اليوم الموالي
بعد خطابه الذي دعا فيه الشباب للتعقل بعد أحداث أكتوبر 88. وعد بإصلاحات، فكانت
الإصلاحات الوحيدة التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال، وما زال النظام الحاكم
عندنا يشهر إصلاحات الشاذلي في وجه كل من يطالب بالتغيير أو الإصلاح، بينما تمت
محاربة تلك الإصلاحات لسنوات طويلة ولم يبق منها سوى تلك القرارات التي لا تقبل
المراجعة. فالتعددية بكل أشكالها الإعلامية والسياسية والنقابية أفرغت من محتواها،
وكادت الجزائر تعود إلى الحزب الواحد وتمنع فيها المعارضة لولا استفاقتنا ذات يوم
من ديسمبر 2011 على أحداث اصطلح عليها فيما بعد بالربيع العربي.
الجزائر: م. إيوانوغان
قالوا عن وفاة الرئيس بن جديد
الرئيس بوتفليقة يعزي عائلة الفقيد
بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى
أفراد أسرة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، أكد فيها أن الجزائر فقدت برحيله
''مجاهدا من الرعيل الأول تعلقت همته بتحرير الوطن من براثن الاحتلال وتخليص شعبه
من مظالمه''. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة: ''تلقيت نبأ رحيل الأخ المجاهد
الرئيس المرحوم بإذنه تعالى الشاذلي بن جديد إلى مثواه الأخير، نسأل الكريم أن
يدثـر روحه الزكية بثواب أهل الجنة وأن يجتبيه إلى جواره وأن يجمعه بالسابقين الصالحين
الصديقين في رياض الخلد والنعيم مع من اصطفاهم من عباده العاملين وحسن أولئك رفيقا
جزاء وفاقا''.
علي بن فليس: بن جديد خدم الجزائر بلا هوادة
أترحم على روح فقيد الجزائر المجاهد الرئيس الشاذلي بن جديد،
الذي خدم وطنه أثناء الثورة التحريرية، كمجاهد في سبيل الله والوطن وبدون هوادة،
وكذا بعد الاستقلال في المسؤوليات المختلفة التي تقلدها، ومنها الأخيرة بصفته
رئيسا للجمهورية. أتقدم بالتعازي الخالصة لأسرته الكريمة وأيضا للشعب الجزائري
قاطبة، تقبله الله بواسع ألطافه في فسيح جناته مع الصالحين من عباده.
نور الدين آيت حمودة: بفضله اكتشفت رفات الشهيد
عميروش
أحترمه كمجاهد كافح داخل الجزائر، وكرئيس قام بمنح الجزائريين
آفاقا جديدة، رغم أنني سجنت في عهده، بعد إنشاء منظمة أبناء الشهداء والرابطة
الجزائرية لحقوق الإنسان. لا أنسى أنه بفضله تمكنت من العثور على رفات أبي الشهيد
عميروش، ورفيقه سي الحواس، ومهما كانت أخطاؤه، أعتبر الشاذلي أول رئيس جزائري
فعلي.
موسى تواتي: ''الشاذلي من أصدق رؤساء الجمهورية''
أعتبره من أصدق رؤساء الجمهورية، هو أب التعددية والديمقراطية،
بادر بإصلاحات سياسية عميقة وبالتغيير، حاول أن يغير وجه الجزائر، لكن محاولاته
أحبطت لأن أفكاره وتصوراته لم تكن تخدم مجموعات المصالح في محيطه، فأجهزوا عليها،
وراح لاحقا ضحية انقلاب أبيض، وبرحيله تفقد الجزائر أحد رموزها.
فاتح ربيعي: لقد أعطى في عهده مكانة للفكر الإسلامي
أحب من أحب وكره من كره، هو رمز من رموز الثورة والاستقلال، أسس
للديمقراطية، ولكن التجربة أجهضت من قبل التيار اللائكي، إنه رجل مخلص وصاحب ضمير،
ومن لطائف القدر أنه مات في ذكرى الأحداث التي قادت إلى التحولات الديمقراطية، إنه
رجل يستحق التقدير والإجلال، ولا ننسى أنه بفضله تمكن الفكر الإسلامي في الجزائر
وفي عهده نال العلماء والمفكرون الإسلاميون الرعاية، وفي ظل حكمه شيدت جامعة
الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية.
ميلود شرفي: الجزائر فقدت أحد أبنائها البررة
كان مناضلا من أجل القضية الوطنية ورجل بناء وتشييد، لم يدخر
جهدا في المناصب التي تقلدها خلال حرب التحرير أو بعد الاستقلال في الجيش الوطني
الشعبي، وفي رئاسة الجمهورية. بوفاته تفقد الجزائر أحد أبنائها البررة، وأفضل
طريقه لرد الاعتبار له هو الحفاظ على الوحدة الوطنية ومكاسب ثورة أول نوفمبر.
عبد العزيز رحابي: الشاذلي كان على حق
كديبلوماسي أعتبر الرئيس الشاذلي بن جديد رحمه الله قد أعاد
التوازن لسياستنا الخارجية مع الغرب، إذ كنا محسوبين على المعسكر الشرقي ودفعنا
ثمن ذلك غاليا. الشاذلي قال لي إذا كانت مصلحة الجزائر مع الغرب فليكن كذلك،
ومكنته هذه السياسة من تنويع مصادر التموين العسكري. كما كان الرئيس الوحيد الذي
يؤمن أن امتداد الجزائر الطبيعي والاستراتيجي هو إفريقيا، واليوم تراجعت مكانة
الجزائر إفريقيا، إذن الشاذلي كان على حق.
صالح فوجيل: الرجل خدم الجزائريين
لا يسعني في مثل هذه المناسبة الأليمة إلا أن أقدم العزاء لعائلة
الفقيد ونعزي كذلك أنفسنا كأسرة ثورية. لقد خدم الشاذلي بن جديد الجزائريين بكل
صدق وإخلاص. جمعها: ف. جمال
خبر وفاة الشاذلي انتشر بسرعة البرق على الأنترنت
مواقع التواصل الاجتماعي تنعي ثالث رئيس للجزائر
انتشر خبر وفاة الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، بسرعة البرق على
مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، التي انتشلت من أرشيف التاريخ صورا قديمة للرئيس
الذي تربع على عرش الجزائر طيلة 13 سنة.
زلزال حقيقي عرفته مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بتسرب خبر وفاة
الرئيس بن جديد، فانتشرت مختلف التعليقات والصور المنشورة على هذه المواقع، في
مقدمتها موقع ''فايس بوك''، بسرعة مذهلة بعد أن تعامل الجميع بحذر خلال الأيام
الأخيرة مع خبر تدهور الحالة الصحية لخليفة هواري بومدين، في غياب أي أخبار من
مصدر رسمي أو مقرب من العائلة ليعلم الجزائريين عن الوضع الصحي للمرحوم.
الحدث دفع بالكثيرين لانتشال صور ستظل عالقة في تاريخ الجزائر، صورا
ارتبطت بمحطات هامة في تاريخ الجزائر الحديث. وإن أجمعت كل التعليقات على الترحم
على روح الشاذلي بن جديد، راح البعض الآخر في ذكر مناقب الفقيد، فهناك من أراد
التذكير بأن اسم الشاذلي بن جديد سيظل مرتبطا إلى الأبد بفتح المجالين السياسي
والإعلامي.
واللافت للانتباه أن أغلب مرتادي هذه المواقع من جيل لم يعرف حكم
الرئيس الراحل، وهذا لم يمنعهم من التعليق بالكثير من الدقة على حقبة الفقيد، ما
يشير أن الشاذلي بن جديد ترك بصماته في تاريخ الجزائر الحديث لارتباط حكمه بمحطات
هامة ومفصلية في نهاية القرن الماضي. ولم يفوت آخرون التذكير بأن الرجل رحل عشية
نشر الجزء الأول من مذكراته التي عاد فيها إلى مسيرة حياته، ما سيجعلها، حسب تعليق
الأغلبية الساحقة، كتاب سنة 2012 دون منازع.
الجزائر: فاروق غدير
حداد 8 أيام وبن جديد يوارى الثـرى
غدا
أشار بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، مساء أمس، أنه سيتم إلقاء
النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد منتصف نهار اليوم بقصر
الشعب، ''لتمكين أفراد الأسلاك النظامية والمواطنين من توديعه''. وأضاف البيان أنه
سيتم تشييع جنازة الراحل يوم غد الإثنين بعد صلاة الظهر بمربع الشهداء بمقبرة
العالية في العاصمة.
وإثـر وفاة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، قرر رئيس الجمهورية عبد
العزيز بوتفليقة إعلان الحداد الوطني لمدة ثمانية أيام ابتداء من يوم أمس السبت.
رفض الأضواء منذ غادر الحكم لكن
تصريحاته خلفت الجدل
اعتزل السياسة وترك للساسة
والعسكريين ''السجال''
الأحد 07
أكتوبر 2012 الجزائر: عاطف
قدادرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اعتزل الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد السياسة نهائيا
منذ استقالته الشهيرة مطلع التسعينيات،
تاركا وراءه كثيرا من الألغاز يتجادلها من عايشوه من
سياسيين وعسكريين إلى اليوم.
لم يسبق لبن جديد منذ ذلك التاريخ أن دخل سجالا
سياسيا ردا على اتهامات تلاحق فترة
حكمه أو شارك في نقاشات سياسية، ولم يكد يظهر إلا في مناسبات قليلة
استجابة لدعوات خاصة من الرئيس بوتفليقة في ذكرى الثورة التحريرية.
كانت استقالة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد في حد
ذاتها أكبر لغز عن مسار الرجل
في رئاسة الدولة، منذ ذلك التاريخ يتجادل سياسيون وعسكر وقياديون
في ''الجبهة الإسلامية للإنقاذ'' المحظورة، إن كان الشاذلي بن جديد استقال أم أقيل، ولم يصدر عن الرجل منذ ذلك التاريخ ما يؤكد أو ينفي إحدى الفرضيتين عدا تصريحات قليلة منقولة عنه يذكر فيها ''استقلت برضاي التام من دون ضغوط من أية جهة كانت''. ابتعد الشاذلي بن جديد عن الأضواء كلية سنوات التسعينات، كرد فعل على اتهامات حملت الرجل مسؤولية ''انحراف المسار السياسي'' وترك الجمل بما حمل دون تحمل للمسؤولية، ثم عاد للظهور مطلع الألفية استجابة لإشارات ''رد الاعتبار'' التي بادر بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمن سبقوه إلى الحكم، وبات حضور بن جديد إلى الاحتفالية السنوية المخلدة للثورة التحريرية مألوفا إلى جانب علي كافي والراحل أحمد بن بلة.
ولم يشفع للشاذلي بن جديد ابتعاده عن الأضواء في أن
يصنع الجدل في محطتين، الأولى قبل خمس سنوات
لما تحدث في ملتقى حول قائد القاعدة الشرقية عمارة
بوقلاز نظمته مديرية المجاهدين بالطارف، وبرغم اختصاص كلمة الشاذلي في وقائع تاريخية وفقا لمنظوره، إلا أن روايته فجرت جدلا شغل الساحة في
تلك الفترة، إلى أن أصدر بن جديد توضيحا مطولا بدأه
يقول: ''ليس من عادتي الرد على ما يكتب حولي وحول فترة
حكمي في الصحافة الوطنية. فقد آليت على نفسي التزام
الصمت، ليس هروبا من قول الحقيقة، وإنما شرفي كمجاهد وحسي بالمسؤولية
كرجل دولة يمنعاني من الخوض في قضايا حساسة تتخذ، للأسف الشديد، عندنا في غالب الأحيان طابع النقاش العقيم والمهاترات السخيفة وتصفية الحسابات والتجريح''. ولم تكن الجدلية التاريخية لتهدأ إلا وفجر الشاذلي
بن جديد سجالا جديدا، يتعلق هذه المرة بفترة حكمه
وعلاقته بالإسلاميين ثم مغادرته الحكم، في حوار
للصحيفة اليابانية ''أسيان ستاديس''.
ذكر الشاذلي بن جديد في ذلك التصريح عن توقيف المسار
الانتخابي: ''لقد كنت مع
استمرار المسار الديمقراطي، لكن أعضاء حزب جبهة التحرير الوطني كانوا خائفين وطلبوا مني إلغاء نتائج الانتخابات وإعادة إجرائها. رفضت ذلك احتراما للدستور وللعهد الذي قطعته عندما أقسمت على المصحف بأن أحترم
إرادة الشعب الجزائري. ما هو الرد الذي كان سيقابلنا به
الرأي العام الوطني والدولي لو ألغيت الانتخابات؟
كان سيعتقد أن الإصلاحات التي باشرها الشاذلي لم تكن
إلا مناورة للبقاء في السلطة. ولهذا السبب قررت التخلي عن كل شيء.
قدمت استقالتي احتراما للشعب الجزائري. استقلت برضاي
التام من دون ضغوط من أية جهة
كانت''. وحمل تصريح الشاذلي يومها رفضا لأن يكون طرفا في أي
''سجال''، بعد أن قرأ في تعليقات على تصريحاته رائحة محاولة
الزج باسمه في جدلية السياسة، فقال: ''حاول
البعض أن يوهم الرأي العام بأن الشاذلي بن جديد
أراد خلط الأوراق، أو أنه حاول أن يؤثـر على الحراك السياسي الجاري الآن، أو أنه يطرح نفسه كبديل محتمل للخروج مما يسميه البعض أزمة''.
آخر ظهور للرئيس الأسبق يعود إلى جنازة الرئيس الأول للجزائر أحمد بن بلة، في 11 أفريل الماضي، وكان متوقعا أن
تصنع مذكراته الحدث في الصالون الدولي للكتاب قبل أسابيع، لكن تدهور حالته الصحية، فيما يبدو، دفع
عائلته لتأجيل
عرضها.
قراءات (8774) تعليقات (46)
بكى في حضرة الرئيس بن جديدالشيخ الغزالي: الشاذلي فارس من فرسان الإسلامناصر
2012/10/06 (آخر تحديث: 2012/10/06
على 21:31)
الإمام الراحل الشيخ محمد الغزالي
تصوير: (ح/م)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال إنه كان ينوي استرجاع ملتقيات الفكر الإسلامي بكل علماء
المسلمين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فرض فيلم الرسالة على دور السينما وجعل الجامعة الإسلامية
حقيقةيسقط اسم الراحل الشاذلي بن جديد من قائمة أسماء الزعماء العرب، الذين
سجنوا وعذبوا وأغلقوا الأبواب في وجه العلماء، وحتى الصحوة الإسلامية في الجزائر
بدأت في عهده، بعد رحيل هواري بومدين في 27 ديسمبر عام 1978، وبمجرد أن أمسك
بمقاليد الحكم في التاسع من فيفري 1979، حتى أحس كل الإسلاميين بالاطمئنان. وبدأ
ضيوف الجزائر من كبار العلماء يدخلونها تباعا ويحاضرون فيها، وحتى عندما قامت
الثورة الإسلامية في إيران، وكان الكثير من المسلمين مستبشرين بها، وقف الشاذلي بن
جديد إلى جانبها وأرسل المرحوم الشيخ أحمد حماني إلى طهران، حيث التقى بالإمام آية
الله الخميني، وطمأنه بأن الجزائر ستكون مع أي نهضة إسلامية، قبل أن تتغير الأمور
بعد ذلك، وتأخذ منحنيات أخرى.
ولكن العلاقة الأكثر بروزا هي علاقة الشاذلي بن جديد بالشيخ المرحوم،
محمد الغزالي، الذي عاش في قسنطينة قرابة الست سنوات مديرا شرفيا ومدرسا في معهد
الشريعة، وكان كلما يلتقي بالشاذلي بن جديد يثني عليه، وأغضب مرة في محاضرة في
الجامعة الاسلامية الأمير عبد القادر أحد الطلبة الذي ثار في وجهه، وقال له بغضب
.. "إنك تتحدث كثيرا عن الشاذلي وكأنه صحابي جليل"، ونقل التلفزيون
الجزائري عام 1984 صورة الشيخ الغزالي وهو يذرف الدموع في حضرة الرئيس الجزائري الأسبق،
وهو الذي من النادر أن يذرف الدموع، ورد ذلك إلى تأثره بشهامة وأخلاق الشاذلي بن
جديد، وسماه مرة بفارس الإسلام، وهي التسمية التي أغضبت بعض الإسلاميين في الجزائر
وفي مصر، وكان للشاذلي بن جديد الفضل الأكبر في إتمام بناء الجامعة الإسلامية التي
تم تسليمها في وقتها .
كما ظل يصر على أنها أزهر الجزائر والمغرب العربي، وأرسل إعلانا للبحث
عن كبار العلماء للتدريس فيها في كبريات المجلات العربية، مثل المستقبل والوطن
العربي وكل العرب، وتشرفت الجامعة بمرور الكثير من كبار العلماء ومنهم القرضاوي
والبوطي.
وعندما سأله الشيخ الغزالي مرة عن سبب اختفاء ملتقيات الفكر الإسلامي
التي كانت تقام في العهد البومدييني، أخطره بأنه قرر إرجاعها، ولكن بشكل فكري أقوى
وتجمع كل العلماء دون إقصاء، ولكن الفتنة التي هزت العالم الإسلامي في الكثير من
الدول، وانسحاب الشاذلي أو سحب البساط من تحت أقدامه بخرت المشروع نهائيا، وعلى
مدار 12 سنة و11 شهرا ويومين، قاد فيهما الشاذلي بن جديد الجزائر، لم يُتهم أبدا
بمعاداته لعلماء الإسلام، فأدى الحج ونقلت الصحف ومنها المجاهد والشعب سفريته إلى
البقاع المقدسة، ورفع من كوطة الجزائريين في الحج والتي لم تعرف بعده صعودا مهما.
كما منح بعد التغييرات السياسية عقب أحداث أكتوبر 1988 الضوء الأخضر
للكثير من الأحزاب الإسلامية، وفي عالم الفن قام الشاذلي بن جديد بتوجيه دعوة
للمغني الإنجليزي الشهير الذي اعتنق الإسلام، كات ستيفنس، الذي أمضى قرابة الشهر
من مدينة جزائرية إلى أخرى يحاضر ويقدم تجاربه، وعندما تم توزيع فيلم الرسالة
عالميا في أواخر السبيعنات من القرن الماضي، أمر الشاذلي بشراء الفيلم وتوزيعه على
كل دور السنما، وتغيّر حالة قاعات السينما في كل مدن الوطن، التي عرضت الفيلم لمدة
أسبوع كامل، وفتحت أبواب السينما للعائلات وبلغ سعر التذاكرة 5 دينار فقط، ومن
أشهر خطب الشاذلي بن جديد، أنه عندما فتح قانون الأسرة للمناقشة قال إن القرآن
الكريم هو مصدر القانون الأول، وعندما اندلع اجتياح إسرائيل للبنان في صائفة 1982
قال إن نقمة العرب في بترولهم، ولا يمكن أن تقوم لهم قائمة إلا بالوحدة التي فرضها
علينا الإسلام.
.
زهور ونيسي: الشاذلي كان يحترم المثقفين
قالت وزير التربية في عهد الراحل بن جديد، زهور ونيسي، إن التاريخ
سيسجل أن الرئيس الشاذلي، كان السباق في تكليف أول امرأة بحقيبة وزارية. وأضافت:
"كان شجاعا في تجاوز الذهنيات التي كانت سائدة في المجتمع العام 1982، كان
حريصا على نجاح المرأة في الحكومة، كما كان حريصا على إنجاح المرأة في هذا
المنصب".
وقالت إن "معاملته لي قائمة على التفاهم والاحترام، وهو ما ساعدني
على العمل معه بكل راحة واطمئنان. قدم ما يثبت أنه يحترم المثقفين، متواضع للمتعلمين،
رجل مجاهد، عمل في فترة صعبة، عمل بوطنية كبيرة وإخلاص، ويعتبر أحد أفاضل الأسرة
الثورية".
.
لمين بشيشي: فضل الشاذلي عليّ كبير
صرّح الوزير الاسبق، لمين بشيشي: "لا أنكر فضل الرئيس الشاذلي
عليّ، فهو الذي أمضى تعييني على رأس الإذاعة الجزائرية، كما أنه هو الذي أمضى
تعييني أمينا عاما لوزارة الاتصال عام 1982". مضيفا: "من الناحية
المذهبية والفكرية لم يؤت نصيبا كبيرا من العلم، لكنه كان رجلا مهنيا، وشجاعا في
ميدان السلاح. فرحمة الله عليه".
.
رضا مالك تحت الصدمة
عبر عضو المجلس الاعلى للدولة سابقا، ورئيس الحكومة السابق، رضا مالك،
عن صدمته لوفاة الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، وقال: "بصراحة أنا مصدوم،
بالأمس فقدنا رئيسا سابقا.. واليوم رئيسا آخر".