--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
" الأساتذة نجوا من الموت "! :
دخل الطفل إلى المنزل وهو يصيح " أمي .. أمي .. لدي خبران , أحدهما سار والآخر محزن ".
قالت الأم " أخبرني بالسار أولا " .
أجاب الطفل " احترقت مدرستنا " .
قالت الأم " والخبر المحزن , ما هو ؟! " .
قال الطفل " الأساتذة نجوا كلهم من الموت "!!!.
تعليق :
1- رحم الله أيام زمان عندما كان التلميذ حريصا كل الحرص على الدراسة , وعندما كان يفرح بالدراسة كثيرا ويحزن حزنا كبيرا إن حُـرم من الحضور في حصة من الحصص الدراسية , سواء على سبيل العقوبة أو لأي سبب آخر .
2- رحم الله أيام زمان عندما كان التلميذ يحب معلمه كثيرا ويحترمه ويقدره إلى درجة كبيرة كان لا يسمح لنفسه معها أن يسير في طريق ( أي طريق ) يراه فيها معلمه أو أستاذه , مجرد رؤية ولو من بعيد .
3- رحم الله أيام زمان عندما كان ولي التلميذ يحترم معلم ولده كثيرا بحيث إذا ضرب المعلمُ التلميذَ ( مثلا ) بحق أو بباطل , ووصل خبر ذلك إلى الولي فإنه سيضرب ولده مباشرة وبدون أن يسمع من ولده عن سبب ضربه ... سيضربه أكثر من ضرب المعلم له ... وهذا من منطلق الثقة الزائدة من الولي في معلم وأستاذ ولده . وأما اليوم فإننا نرى الكثير من الأولياء يأتون إلى المؤسسات التعليمية ليدافعوا عن أبنائهم بالباطل (نعم بالباطل) ضد أساتذة أرادوا أن يربوا التليمذ حتى ولو قسوا عليه أحيانا ... بل إن بعض الأولياء يأتون إلى المدرسة ليسبوا المعلم ويشتموه ويقولون له الكلام البذيء الفاحش أمام الكل
( بمن فيهم الإبن ) من أجل الدفاع عن الإبن على اعتبار أن الإبن بريئ 100 % وأن المعلم مدان وعلى باطل 100 % .
4- أصبح أغلبية تلاميذ هذا الزمان يتمنون أن يغيب الأستاذ ولو أطول مدة ممكنة حتى لا يدرسوا ... ولا مانع عندهم أبدا أن ينجحوا وأن ينتقلوا من قسم إلى قسم أعلى ولو بدون دراسة أو تعلم أو تربية أو تكوين ... ولو بدون زيادة علم وفهم ... تلاميذ هذا الزمان لا يتمنون للأستاذ أن يموت , ولكن لا بأس بعد ذلك أن يغيب الأستاذ لأي سبب حتى ولو غاب بسبب مرض , المهم أن لا يكون المرض خطيرا أو معديا أو مزمنا أو قاتلا .
5- كل واحد منا يتمنى أن يسمع الأخبار السارة دائما وباستمرار , ولكن مع ذلك على الواحد منا أن يتوقع الأخبار المحزنة حتى إذا جاءته لم يُصدم بها وبسماعها . وأكبر وأعظم وأمتع الأخبار السارة هو الخبر الذي مفاده أن مصير الشخص هو النعيم في القبر والجنة في الآخرة ... هذا الخبر لا يعرفه الإنسان إلا قبيل الوفاة أو بعد أن يموت , نسأل الله أن يجعلنا جميعا من أهل رضاه وجنته , آمين .
6- هذه هي طبيعة الدنيا فيها ما يسر وفيها ما يحزن ,
ليس كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح ( أحيانا ) بما لا تشتهي السفن
بل حتى الأنبياء والرسل ... بل حتى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام لم يعطه الله كل ما يتمنى ويريد , فما بالك بمن هو دونه وأقل منه في الفضل !!!.
اللهم وفقنا لكل خير , وأصلح أحوالنا وأحوال تلاميذنا وأبنائنا , آمين .