معلمي أتيتك غضاً طرياً عودا ليناً بريئاً فلا تدعني أتخبط ما بين البيت ومدرستي ولا بين القرية وأصحابي . جئت ألتمس منك بيرق الصبح عندما يتنفس وأرسم صورتك الحسنة بالليل إذا عسعس .كعصفور يبحث عن حبة حب ويسعد عندما يلتقطها هكذا اكون عندما أرشف من أبجديتك كلمة وأرى حقيبتك التعليمية عامرة بما يناسب سني وعقلي.
معلمي الغالي لا تقتل طموحي ودع نفسك مكاني لطالما كنت طفلاً غضاً أدخلت لمدرستك وفي عينيك الحيرة وفي رأسك ألف سؤال وسؤال تبحث له عن الجواب . وعندما بدأت تبصر النور وشعاع الفجر يبتسم لك من خلال معلم محب أحببت الحصة والكتاب . والمسطرة والأقلام .ومعها كراس الواجب والحصة. بدأت ترسم خطواتك وأهدافك نحو الطموح فلا تقتل معلمي الغالي علي طموحي دعني أبصر قرص الشمس وحرف السين من فيض عطائك ودعني أتنفس قيثارة العلم من فيض يديك ودعني أحقق آمال المستقبل من فيض طموحك وأنهل من زاوية خبرتك
معلمي الغالي : هبني بذرة ة في تراب أرضك التي تدافع عنها مثل عرضك وتخاف عليها من سنين عجاف .هبني بذرة ترويها بعرقك تتعهدها برعايتك ترويها من علمك الغزير إجعل عطائك لي كنبض قلبك حتى اسمع دقاته فأشعر بحبك فأبادلك الحب
معلمي الغالي لا تحبس أنفاسي وتعد لي زفراتي كعصفور حبس في قفصه ويتمنى الحرية فأكره جدران مدرستي واتمنى ان اكسر حاجز الصمت الذي أخفيه عنها وأعلم بأن لي طاقة تختلف في كل مرحلة من مراحل حياتي مثلك تماماً فطفولتي بريئة أنفس عنها بالعبث في كتبي ودفاتري .في حقيبتي وألعابي .في الجري والقفز وسط ملاعب المدرسة. فلا تغضب وتثور إن تأخرت دقيقة عن الحصة بسبب لا مبالاتي وشقاوتي . علمني كيف أحترم الوقت وأشعر بقيمته حتى ارتب جدول يومي واعلم بان شبابي مرحلة تختلف عن طفولتي فيه إثبات لذاتي فلا تغضب إن حاولت ألفت نظرك بأهميتي ولو بحركة وهمسة بدون قصد لأشعرك بأني موجود وأحسسك بأني هنا .
معلمي الغالي : لا تقتل طموحي ساعدني أنطلق في هذا العالم وأقف أمام تحدياته واستطع ان اكون متحدثاً لبقاً من خلال الصور التعبيرية والإذاعة المدرسية لعلني يوما اصبح صحفياً أو إعلامياً فأسجل إسمك بماء الورد والذهب
معلمي لدي كما أخبرتك طاقة فلا تبخل علي ولو بساعة تهتم بي في مسابقة كشفية او موسيقية او إنشادية أو العاب رياضية لعلني في يوم اكون بيكاسو أو بتهوفن أو ضابطاً عسكرياً أو حتى محترف كرة قدم أهتف بإسم بلادي وأرفع إسمها عاليا
معلمي الغالي : لا تقتل طموحي وأعلم باني فارقت حضن امي وإبتسامة أبي من الصباح الباكر حتى منتصف النهار وجئت إليك كيتيما يلتمس الحنان والعطف فهبني أحد ابنائك فقد رفعك الله تعالى بمنزلة الرسل وتغنى فيك بقصائدهم الشعراء حين قالوا : كاد المعلم أن يكون رسولا
معلمي الغالي : لا تقتل طموحي وساعدني كي أصل إليه وابحث عنه لا وسط الأمنيات والأحلام فقط ولكن بيين النظريات والقوانين والمعادلات بين الألف والهمزة وبين الضمة والفتحة وبين القلقلة والإدغام وبين المعادلة والحساب فلا تضربني على جدول الضرب حتى تنطبق علي وعليك إشارة الضارب والمضروب والصافع والمصفوع فتأخذني العزة بالإثم وأطلق صرخاتي بالمكابرة والعناد فالعلم لا يكون إلا بحزم وعزم وإصرار .وأرواح ٌتتآلف بين المعلم والمتعلم .
فلا تبني لي معلمي بيتا من خيط العنكبوت يتلاشى في لحظة ولا قصراً من رمال البحر وتأتي موجة فتسحبه بعيدا . ومهما إختلفت معك على زاوية وأبجديه فعلمني منها : بأن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وعدها بالنسبة لك فرصة أتعلم فيها مبدأ النقد البناء . فلا تقتل طموحي معلمي الغالي فالطموح جميل لا يقف عند حد ولا يناله أي أحد .
منقول