بنتان مفجوعتان من عنابة: "نريد قبرا لبابا وماما .. فقط!" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تصوير: (ح.م)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] تمر اليوم
أربعة أشهر بالتمام والكمال منذ فاجعة جرف سيول وادي بوناموسة بمنطقة عنابة
لسيارة من نوع "لوغان"، انحرفت وكان بداخلها سائقها الأب محمد قصاد وزوجته
ياقوتة بن يحيى وابناهما الأصغر والوحيد من الذكور الذي لا يحلو لهما
التحرك من دونه، ولكن الغرق تحوّل إلى لغز بسبب اختفاء السيارة التي لم
يظهر منها برغم مرور أربعة أشهر إلا جزء صغير.
لم يبح الوادي برغم انه لم يعد هائجا، بأسرار من ابتلعهم إلا بجثة
الطفل الصغير حسام، حيث اكتشف جثته أحد الرعاة على حافة الوادي بعد يومين
من الحادث المؤلم، وعجزت مصالح الحماية المدنية رغم إعلانها حالة طوارئ
قصوى، لعدة أسابيع من انتشال جثتي الزوجين والإجابة عن سؤال يؤرق ابنتيهما، رغم أن أفراد العائلة في بداية شهر مارس الذي شهد الفاجعة احتجت وبلغت درجة غلق الطريق الرابط بين بلدية عصفور ودائرة بوحجار بولاية الطارف، للمطالبة بتكثيف عملية البحث.
المأساة
بدأت عندما قرر السيد محمد قصاد وعمره قرابة 47 سنة زيارة والديه في يوم
ماطر للاطمئنان عليهما، حيث خرج مساء من بيته الكائن بالمقاطعة 13 ببلدية
سيدي عمار بولاية عنابة مصطحبا زوجته البالغة من العمر 40 عاما وكالعادة
ابنه حسام البالغ من العمر تسع سنوات تاركا ابنتيه في البيت تطالعان
دروسهما، على أمل العودة بعد ساعة زمن، ولكن الحادث المؤلم أدخل البنتين في
صدمة ثم هذيان، حيث فقدتا شقيقهما الذي يحبانه لأن ووالديهما في يوم واحد،
وبعد اكتشاف جثة حسام ودفنه في مقبرة عنابة حافظتا على أمل أن يكون
الوالدان على قيد الحياة، ومرت الأيام والأسابيع ثم الشهور وصار حلمهما أن
يجدا جثتي والديهما ليصبح لهما قبران يزورانهما كما يزوران قبر شقيقهما
حسام، مصالح الحماية المدنية بدورها قالت أنها استعملت كامل طاقتها
واستعانت بزوارق وغطاسين من ولايات الطارف وعنابة وجيجل، إضافة إلى رجال من
الحماية المدنية، قدموا من سبع ولايات قريبة من وادي بوناموسة، وكان أهل
الضحايا يعولون على تحسن الأحوال الجوية ولكن الوقت فات والأجساد لا يمكنها
الصمود.. وأصبح حلم البنتين في قبر لوالديهما شبه مستحيل.