[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله وكل عاام وأنتم جميعآ والأمة الاسلامية
والعربية بألف خير بمناسبة العام الهجري الجديد
يستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها عاماً هجرياً جديداً في حياتهم
يرجون نفعه ويأملون خيره، ويودعون عاماً من عمر دنياهم ذاقوا حلوه ومره.
وهكذا الحياة تمضي بأيامها ولياليها.
وإن في تاريخ الأمم أعمالاً ظاهرة تؤيدها قوة السماء.
وتلحظها عناية الله.
وتحفظها ملائكة الرعاية والرحمة.
ذوفي مقدمة هذه الأعمال حادث الهجرة..
إذ فيه نرى الحق الأعزل يخلص كريماً من بين مخالب الباطل الباطش.
ونرى النبوة الحليمة الراشدة
تعلو على السفاهة الكافرة الحمقاء
وليس ذلك كله عمل الإنسان، لكنه في بدئه ومختتمه تدبير الرحمن ، كما في
قوله تعالى
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(1) .
الأحداث والوقائع
إن ذكرى الهجرة العطرة لا تحتاج إلى سرد الأحداث والوقائع، إذ من الواجب أن يكون جميع المسلمين على دراية تامة وإلمام محيط بمغازيها وعياً وحفظاً وفهماً.
فلا رفعة لأمة لا تحفظ وتحافظ على تاريخها وتراثها، وأي تاريخ أرفع وأنقى وأسمى من ذلك الذي أضاء نوره الإسلام..
وزرعه
رسول الله محمد- صلى الله عليه وسلم -
فأنبت نباتاً حسناً بفضل من الله سبحانه وتعالى
r
قد كانت الهجرة فاتحة خير بالنسبة للمسلمين والدعوة الإسلامية على السواء، فقد تهيأت من خلالها سبل النصر للمسلمين، وتألفت من ضيائها أنوار الهداية لترسل بأشعتها في كل اتجاه منأرجاء المعمورة،
ومن ثم فقد فطن الفاروق عمر - رضي الله عنه - إلى أهمية هذا الحدث ..
فجعل منه بداية التقويم الهجري.
مع أن الإسلام قد بدأ في إرسال أشعته الهادية قبل ذلك بسنوات، بيد أن هذا الحدث بالذات كان بمثابة الرحم الحقيقية التي انبثقت منها دولة الإسلام ووحدة المسلمين . وَحَدَثٌ بهذه الخطورة والأهمية، فلا بُدَّ أن
محمداً- صلى الله عليه وسلم-
قد أَعدّ له العدة، ووفر له من عوامل النجاح ما لابدّ منه، خاصة وأن أعداءه المتربصين بالإسلام والمسلمين لم يكونوا ليتركوه لتقوى شوكة الإسلام والمسلمين في يثرب، فيصبح ذلك خطراً يهدد تجارتهم ودينهم بل ومستقبلهم كله. لقد كانت الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة تمحيصاً للمؤمنين، واختباراً صعباً اجتازوه بنجاح كبير، حيث فارقوا أرضهم وديارهم وأهليهم استجابة لأمر الله ،و إعلاء كلمته