الرجولة أنواع .. إنما الرجال شكل واحد!!
فقد تجد رجلا في شكله المكتمل، شارب ولحى وذقن وشعر الصدر العريض .. ويحلق وجهه كل يوم بينما «الرجولة» فيه مفقودة!!
وقد تجد (الرجولة) في امرأة جميلة تراها العيون أنثى رائعة!! نعم الرجولة ليست للرجال فقط!! لكن الشارب الأسود واللحى الكثيفة والذقن والحلاقة اليومية للوجه هي التي للرجال فقط!!
بين الرجال من يجهش بالبكاء عند أهون المواقف، وبين النساء من لا تبكي قط حتى في أصعب المواقف!!
يومياتنا تحفل بالحقائق التي نغض الطرف عنها .. تأثرا واستسلاما للسائد والمألوف من القناعات والآراء والأفكار المسلم بها ..
فنحن نقوم بعمليات فصل في العادة بين نقيضين فنقول (رجولة) و(أنوثة) .. نزعم أن الرجولة في الرجال والأنوثة في النساء!! وهذا غير صحيح على الإطلاق!! ..
فكم أنثى فيها (رجولة) .. وكم رجل لا تنقصه (الأنوثة)!! لكننا نحكم بالظاهر فإذا رأينا هذا ذكرا قلنا رجلا وإذا رأينا تلك فتاة قلنا أنثى!!
وهو تعبير مجازي صحيح لأنه دارج ومتعارف عليه لكن الحقيقة أن (الرجولة) و(الأنوثة) لا علاقة لهما بنوع الجنس!! وهما في جوهرهما صفات معنوية ومجموعة مواقف يعيشها الإنسان سواء كان رجلا أو امرأة!! وتحدث في كليهما دون أدنى علاقة بكونه ذكرا أو أنثى! ودون التأثر بالفوارق في نوع الجنس!
ولا أعني برجولة الأنوثة تلك الفئة من النساء المتشبهات بالرجال واللواتي يمشين على الأرض «بالثوب» أو «البنطلون» و«السبحة» أو «سلسلة المفاتيح» و«الكبك» والشعر المقصوص مثل شعر الولد
فهذه النوعية من النساء لا تمثل الرجولة بمفهومها الأصلي والحقيقي إنما هن أشباه ذكور تعجبهن مظاهر الذكورة ويرتحن في ارتدائها ويرتحن بالظهور في مظهر الذكر .. ويحاولن تقليد الذكور في كل شيء لأسباب نفسية أو اجتماعية أو خاصة..
وفي النهاية المسألة هنا شكلية لا أكثر، مثلها مثل علامات الرجولة عند الرجال بينما الرجولة فيهم مفقودة وكذلك المتشبهات بالرجال.. الرجولة فيهن لا ترتبط بالشكل والمظهر إنما في المواقف والمسؤوليات والتصرفات والقرارات. فالأنوثة والرجولة لا يدل عليهما المظهر الخارجي دلالتهما داخلية تظهر عند المواقف وفي الطريقة التي يتم من خلالها التعامل مع الحياة! ومن السائد المعمم على الناس أن الرجل لا يبكي حفاظا على رجولته وهذا غير صحيح فالرجولة لا علاقة لها بالدموع ولا بالحيوان المنوي،الرجولة مواقف وأسلوب حياة!
وما أكثر النساء اللواتي يتخذن مواقف رجولية وبطولية رغم أنهن «نواعم» فيهن من السحر والدلال والجاذبية ما يغري الواقف أمامهن حتى لو كانت .. امرأة!!
ورغما عنه وعنها ما إن تقع العين على مثل هذه الفئة الجذابة حتى يخر الناظر صريعا طريح العيون السود!!
متى يبكي الرجال؟! يبكون دائما لا فرق بين المرأة والرجل في العلاقة مع الدموع!
إنما البكاء المر ليس ما تسكبه العيون من قطرات دمع!! إنما ما يسيل في الداخل من أنهار حزن لا ترى قطرة منها على وجه الرجل أمام العيون!
أصعب اللحظات على رجل مكتمل الرجولة وليس مظاهر الرجولة .. مكتمل الرجولة أن يقف شامخا في لحظة الانكسار .. قويا في لحظة الضعف كأنه يعيش لحظة انتصار رغم أن كل ما حوله يدعوه إلى الانهيار!!..
لا يرف له جفن! صدره لا يزال عريضا! وكتفه لا تزال صامدة وهامته لا تزال مرفوعة أما عيناه فلا تقطران دمعا وإن كان الحزن قد تمدد فيهما واستطال وشمخ!! هذا هو أقوى الرجال تشتهيه النفس لأنه مع وجود العاصفة القوية لا يزال واقفا ومع انهمار الضربات لا يزال صامدا لا نسمعه قط يتنهد أو يقول «أي»!! إنها الرجولة لا يسفكها تحت الأقدام .. تحية له إنه هناك وراء البحر في ميدان الرجولة لا يستسلم!!.