sonia عضو برونزي
تاريخ التسجيل : 19/02/2010 العمر : 26
| موضوع: قيام الليل الثلاثاء مارس 09, 2010 10:35 pm | |
| الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على النبىّ الأمين, وعلى آل بيته الطاهرين, وعلى أصحابه الغر الميامين, وعلى كل من اتبع هداهم إلى يوم الدين أما بعد,
قال تعالى : (أَقِمِالصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّقُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا {78** وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِنَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا )( سورةالإسراء) وقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ {1** قُمِ اللَّيْلَإِلَّا قَلِيلًا {2** نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا{3** أَوْ زِدْ عَلَيْهِوَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا {4** إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا {5** إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا {6**(سورةالمزمل).
وقال تعالى: ({16** كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَايَهْجَعُونَ {17** وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ{18**(سورةالذاريات). وعن سهل بن سعد قال: جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وسلمفقاليا محمد عش ما شئت فإنك ميت،واعمل ما شئت فإنك مجزى به،أحبب من شئت فإنكمفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس)(رواه الطبراني فيالأوسط.) وورد في مجموع الزوائد : عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أفضلالصلاة بعد المكتوبة قيام الليل).
الإعجاز العلمي جاء فيكتاب " الوصفات المنزلية المجربة وأسرار الشفاء الطبيعية " وهو كتاب بالإنكليزيةلمجموعة من المؤلفين الأمريكيين – طبعة 1993، أن القيام من الفراش أثناء الليلوالحركة البسيطة داخل المنزل والقيام ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة، و تدليكالأطراف بالماء، والتنفس بعمق له فوائد صحية عديدة
والمتأمل لهذه النصائحيجد أنها تماثل تماماً حركات الوضوء والصلاة عند قيام الليل، وقد سبق النبي (ص) كلهذه الأبحاث في الإشارة المعجزة إلى قيام الليل فقال: " عليكم بقيام الليل، فانهدأب الصالحين قبلكم، و قربه إلى الله عز و جل، و منهاة عن الإثم، و تكفير للسيئات،و مطردة للداء من الجسد "... أخرجه الإمام أحمد في مسنده و الترمذي و البيهقي والحاكم في المستدرك عن بلال وابن عساكر عن أبي الدرداء، و أورده الألباني في صحيحالجامع برقم4079.
و عن كيفية قيام الليل بطرد الداء من الجسد فقد ثبت الآتي: " يؤدي قيام الليل إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزون ( وهو الكورتيزون الطبيعيللجسد ) خصوصاً قبل الاستيقاظ بعدة ساعات. وهو ما يتوافق زمنياً مع وقت السحر(الثلثالأخير من الليل )، مما يقي من الزيادة المفاجئة في مستوي سكر الدم، والذي يشكلخطورة علي مرضي السكر، و يقلل كذلك من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم، ويقي منالسكتة المخية والأزمات القلبية في المرضى المعرضين لذلك كذلك يقلل قيام الليل منمخاطر تخثر الدم في وريد العين الشبكي، الذي يحدث نتيجة لبطء سريان الدم في أثناءالنوم، وزيادة لزوجة الدم بسبب قلة تناول السوائل، أو زيادة فقدانها. أو بسببالسمنة المفرطة وصعوبة التنفس مما يعوق ارتجاع الدم الوريدي من الرأس ويؤدي قيامالليل إلى تحسن و ليونة عند مرضى التهاب المفاصل المختلفة، سواء كانت روماتيزمية أوغيرها نتيجة الحركة الخفيفة والتدليك بالماء عند الوضوء.
قيام الليل علاجناجح لما يعرف باسم " مرض الإجهاد الزمني " لما يوفره قيام الليل من انتظام فيالحركة ما بين الجهد البسيط والمتوسط، الذي ثبتت فاعليته في علاج هذا المرض ويؤديقيام الليل إلى تخلص الجسد من ما يسمي بالجليسيرات الثلاثية ( نوع من الدهون ) التيتتراكم في الدم خصوصاً بعد تناول العشاء المحتوي علي نسبه عالية من الدهون والتيتزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بنسبة 32% في هؤلاء المرضيمقارنة بغيرهم، ويقلل قيام الليل من خطر الوفيات بجميع الأسباب، خصوصاً الناتج عنالسكتة القلبية والدماغية وبعض أنواع السرطان كذلك يقلل قيام الليل من مخاطر الموتالمفاجئ بسبب اضطراب ضربات القلب لما يصاحبه من تنفس هواء نقي خال من ملوثات النهاروأهمها عوادم السيارات ومسببات الحساسية قيام الليل ينشط الذاكرة وينبه وظائف المخالذهنية المختلفة لما فيه من قراءه و تدبر للقرآن و ذكر للأدعية و استرجاع لأذكارالصباح و المساء. فيقي من أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب وغيرها وكذلكيقلل قيام الليل من شده حدوث والتخفيف من مرض طنين الأذن لأسباب غيرمعروفه.
الأسباب الميسرة لقيام الليل:
قال الله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة: 16]. وقال النبي : { عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربه إلى ربكم، ومغفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم ** [رواه الترمذي] وفي فضله أحاديث كثيرة. وقال الحسن البصري رحمه الله: ( لم أجد من العبادة شيئاً أشد من الصلاة في جوف الليل )، فقيل له: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوهاً؟ فقال: ( لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره ).
الأسباب الميسرة لقيام الليل:
اعلم: أن قيام الليل صعب إلا من وفق للقيام بشروطه الميسرة له. فمن الأسباب ظاهر، ومنها باطن. فأما الظاهر: فأن لا يكثر الأكل، كان بعضهم يقول: ( يا معشر المريدين، لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيراً فتناموا كثيراً، فتخسروا كثيراً ). ومنها: أن لا يتعب نفسه بالنهار بالأعمال الشاقة. ومنها: أن لا يترك القيلولة بالنهار، فإنها تعين على قيام الليل. ومنها: أن يتجنب الأوزار. قال الثوري: ( حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته ). وأما الميسرات الباطنة: فمنها سلامة القلب للمسلمين، وخلوه من البدع، وإعراضه عن فضول الدنيا. ومنها: خوف غالب يلزم مع قصر الأمل. ومنها: أن يعرف فضل قيام الليل. ومن أشرف البواعث على ذلك الحب لله تعالى، وقوة الإيمان بأنه إذا قام ناجى ربه، وأنه حاضره ومشاهده، فتحمله المناجاة على طول القيام. قال أبو سليمان رحمه الله: ( أهل الليل في ليلهم ألذَ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا ). وفي صحيح مسلم عن النبي : { إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أتاه إياه، وذلك كل ليلة **. وإحياء الليل مراتب: أحدهما: أن يحيي الليل كله، روى ذلك عن جماعة من السلف. الثانية: أن يقوم نصف الليل، وهو مروى أيضا عن جماعة من السلف وأحسن الطريق في هذا أن ينام الثلث الأول من الليل، والسدس الأخير منه. المرتبة الثالثة: أن يقوم ثلث الليل، فينبغي أن ينام النصف الأول: والسدس الأخير، وهو قيام داود عليه السلام. ففي الصحيحين: { أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه ** [رواه البخاري ومسلم]، ونوم آخر الليل حسن، لأنه يذهب بآثار النعاس من الوجه بالغداة، ويقلل صفرته. المرتبة الرابعة: أن يقوم سدس الليل أو خمسه، والأفضل من ذلك ما كان في النصف الأخير، وبعضهم يقول: أفضله السدس الأخير. المرتبة الخامسة: أن لا يراعي التقدير، فإن مراعاة ذلك صعب. ثم فيما يفعله طريقان: أحدهما: أن يقوم أول الليل إلى أن يغلبه النوم فينام، فإذا انتبه قام، فإذا غلبه النوم نام، وهذا من أشد المكابدة، وهو طريق جماعة من السلف. وفي الصحيحين من حديث أنس ( ما كنا نشاء أن نرى رسول الله مصلياً من الليل إلا رأيناه، وما كنا نشاء أن نراه نائماً إلا رأيناه ). وكان عمر يصلي من الليل ما شاء الله، حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله، فيقول الصلاة الصلاة. وقال الضحاك: أدركت أقواماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الضجعة. الطريق الثاني: أن ينام أول الليل، فإذا أخذ حظه من النوم، وانتبه، قام الباقي. قال سفيان الثوري: إنما هي أول نومة، فإذا انتبهت لم أقلها-يعني لم ينم- المرتبة السادسة: أن يقوم مقدار أربع ركعات أو ركعتين، فقد روينا عن النبي أنه قال: { صلوا من الليل، صلوا أربعاً صلوا ركعتين **. وفي سنن أبي داود قال: قال رسول الله : { من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا جميعاً ركعين، كتبا ليلتئذٍ من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات **. وكان طلحة بن مصرف يأمر أهله بقيام الليل، ويقول: ( صلوا ركعتين، فإن الصلاة في جوف الليل تحط الأوزار ). فهذه طرق قسمة الليل، فلينحر المريد لنفسه ما يسهل عليه، فإن صعب القيام عليه في وسط الليل، فلا ينبغي أن يخل بإحياء ما بين العشاءين وورد السحر، ليكون قائماً في الطرفين، وهذه مرتبة سابعة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه.
فضل قيام الليل :
قيام الليل سُنة مؤكدة , وقربة معظمة في سائر العام , فقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه , والتوجيه إليه , والترغيب فيه , ببيان عظم شأنه وجزالة الثواب عليه , وأنه شأن أولياء الله , وخاصة من عباده الذين قال الله في مدحهم والثناء عليهم : أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [يونس، الآية: 64] فقد مدح الله أهل الإيمان والتقوى , بجميل الخصال وجليل الأعمال , ومن أخص ذلك قيام الليل , قال تعالى : إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة، الآيات: 15-17] ووصفهم في موضع آخر , بقوله : وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إلى أن قال : أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان، الآيات: 64-75] وفي ذلك من التنبيه على فضل قيام الليل , وكريم عائدته ما لا يخفى وأنه من أسباب صرف عذاب جهنم , والفوز بالجنة , وما فيها من النعيم المقيم , وجوار الرب الكريم , جعلنا الله ممن فاز بذلك . قال تعالى : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر، الآيتان: 54، 55] وقد وصف المتقين في سورة الذاريات , بجملة صفات - منها قيام الليل - , فازوا بها بفسيح الجنات , فقال سبحانه : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [الذاريات، الآيات: 15-17] فصلاة الليل لها شأن عظيم في تثبيت الإيمان , والإعانة على جليل الأعمال , وما فيه صلاح الأحوال والمآل قال تعالى : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا إلى قوله : إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا [المزمل، الآيات: 1-6] وثبت في صحيح مسلم عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال : أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل وفي حديث عمرو بن عبسة قال صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر , فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ولأبي داود عنه - رضي الله عنه - قال : أي الليل أسمع - يعني أحرى بإجابة الدعاء - قال , صلى الله عليه وسلم : جوف الليل الآخر فصل ما شئت , فإن الصلاة فيه مشهودة مكتوبة وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر . فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ ! من يسألني فأعطيه ؟ ! من يستغفرني فأغفر له ؟ ! وفي صحيح مسلم , عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه , وهي كل ليلة وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال : من تعار من الليل - يعني استيقظ يلهج بذكر الله - فقال : لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير . الحمد لله , وسبحان الله , ولا إله إلا الله , والله أكبر , ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : اللهم ! اغفر لي , أو دعا , استجيب له . فإن توضأ وصلى قبلت صلاته وأخرج الإمام أحمد وغيره عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة غرفا , يرى ظاهرها من باطنها , وباطنها من ظاهرها , أعدها الله لمن ألان الكلام , وأطعم الطعام , وتابع الصيام , وصلى بالليل والناس نيام وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين , ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم : فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة، الآية: 17] وجاء في السنة الصحيحة , ما يفيد أن قيام الليل من أسباب النجاة من الفتن , والسلامة من دخول النار. ففي البخاري وغيره عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي , صلى الله عليه وسلم , استيقظ ليلة فقال : سبحان الله , ماذا أُنزل الليلة من الفتنة ؟ ! ماذا أنزل الليلة من الخزائن ؟ ! من يوقظ صواحب الحجرات ؟ ! وفي ذلك تنبيه على أثر الصلاة بالليل في الوقاية من الفتن . وفي قصة رؤيا ابن عمر قال : "فرأيت كأن ملكين أخذاني , فذهبا بي إلى النار , فإذا هي مطوية كطي البئر , وإذا لها قرنان - يعني كقرني البئر - وإذا فيها أناس قد عرفتهم , فجعلت أقول أعوذ بالله من النار , قال : فلقينا ملك آخر . فقال : لم ترع " فقصصتها على حفصة , فقصتها حفصة على النبي , صلى الله عليه وسلم , فقال : نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل , فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا وأخرج الحاكم وصححه , ووافقه الذهبي عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - عن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : عليكم بقيام الليل , فإنه دأب الصالحين قبلكم , وقربة لكم إلى ربكم , ومكفرة للسيئات , ومنهاة عن الإثم فتلخص مما سبق أن قيام الليل: أ - من أسباب ولاية الله ومحبته . ب - ومن أسباب ذهاب الخوف والحزن , وتوالي البشارات بألوان التكريم والأجر العظيم . ج - وأنه من سمات الصالحين , في كل زمان ومكان . د - وهو من أعظم الأمور المعينة على مصالح الدنيا والآخرة ومن أسباب تحصيلها والفوز بأعلى مطالبها . ه - وأن صلاة الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة وقربة إلى الرب ومكفرة للسيئات . و - وأنه من أسباب إجابة الدعاء , والفوز بالمطلوب المحبوب والسلامة من المكروه المرهوب ومغفرة سائر الذنوب . ز- وأنه نجاة من الفتن , وعصمة من الهلكة , ومنهاة عن الإثم . ح - وأنه من موجبات النجاة من النار , والفوز بأعالي الجنان.
عدد ركعات قيام الليل
فعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل ثلاث عشرة ركعة.. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا منعه من قيام الليل نوم أو وجع صلى من النهار اثنتى عشرة ركعة.
وعن عائشة قالت: كان يصلى صلى الله عليه وسلم من الليل عشر ركعات ويوتر بسجدة ويركع ركعتى الفجر فتلك ثلاث عشرة ركعة.
وعنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا فى غيره على إحدى عشرة ركعة.
وما روى عن عائشة يحمل على الأغلب من فعله، وتعدد الروايات محمول على تعدد الأوقات بحسب النشاط، وبيان الجواز وأن الكل جائز، والشفع والوتر ضمن هذه الركعات.
وقتها وأما عن أفضل الأوقات لصلاة الليل فهو الثلث الأخير من الليل ليوافق النزول الإلهي، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟" رواه البخاري ومسلم. ذلك هو أفضل الأوقات لمن علم من نفسه أنه سيقوم من آخر الليل، وأما من خاف أن لا يستيقظ فالأفضل أن يصلي ويوتر قبل أن ينام، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي وغيرها. والله أعلم.
| |
|
فاعل خير عضو ذهبى
تاريخ التسجيل : 08/01/2010
| موضوع: رد: قيام الليل الجمعة مارس 12, 2010 9:08 am | |
| جزاك الله كل الخير وبارك الله فيك | |
|
بسمة أمل عضو ذهبى
تاريخ التسجيل : 09/01/2010 الموقع : في الجنة بإذن الله
| موضوع: رد: قيام الليل الجمعة مارس 12, 2010 1:17 pm | |
| | |
|